وهران:
فجعت الساحة الإعلامية في وهران برحيل الصحفية حيزية تلمسي، التي كانت رمزا للإخلاص والتفاني في خدمة مهنة المتاعب، ورحلت تاركة وراءها بصمة لا تمحى في الإعلام الجزائري. لم تكن مجرد صحفية، بل كانت مدرسة في العطاء، تعلمت منها دروسي الأولى في الصحافة، وبدأت رحلتي المهنية تحت إشرافها حين كنت شابا متطوعا شغوفا بهذا المجال في المحافل الدولية الرياضة المقامة بوهران. التقيت بها لأول مرة خلال مشاركتي في اللجان الإعلامية الخاصة بالمحافل الدولية التي احتضنتها وهران، حيث كانت مسؤولة عن لجنة الإعلام والصحافة مسؤولة عن تنظيم المتطوعين خريجي كلية الإعلام و الصحافة. كانت مثالا يحتذى به في الاحترافية والجدية، ولم تبخل يوما بنقل معرفتها وخبرتها لمن حولها. علّمتني أساسيات الصحافة والإعلام، وغرست في مبادئ التطوع، التي كانت تعتبرها جزء من رسالة الصحفي تجاه مجتمعه. عندما خطوت خطوتي الأولى داخل جريدة الجمهورية، كانت أول المهنئين لي، بل كانت فخورة بي وكأنني واحد من أبنائها المتطوعين الذي كان شغلهم الإعلام و الذين سهروا على نهل المعرفة منها. كلماتها التحفيزية ورسائلها المشجعة كانت حافزًا لي لأواصل المسيرة، وأثبت جدارتي في هذه المهنة التي كرَست حياتها لخدمتها. رحلت حيزية تلمسي دون أن أحقق أمنية كنت أتوق إليها؛ أن أشاركها مهمة صحفية تحت راية جريدة الجمهورية، حيث كنت أحلم بأن نكون زميلين في الميدان، كما كنا زميلين في لجان الإعلام. لكن، وإن غابت عن صفحات الجريدة، ستبقى ذكراها خالدة بيننا، وبين كل من عرفها وعمل معها. رحمك الله، أيتها الصحفية القديرة، وجزاك خيرًا على كل ما قدمته للصحافة وللشباب الطموح الذي آمنت به يوا. سنحمل رسالتك معنا، ونكمل المشوار بنفس الروح التي غرستها فينا.
رحيل حيزية تلمسي.. حين تفقد الصحافة الجزائرية ابنة بارة بها