الذاكرة:
في إطار إحياء الذكرى الثامنة والستين لإضراب الثمانية أيام التاريخي الذي انطلق في 28 جانفي 1957 واستمر حتى 4 فبراير من نفس العام، نظمت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية وهران بالتعاون مع المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي ومنظمة المجاهدين والمتحف الولائي للمجاهد، ندوة تاريخية تحت عنوان "تاريخ مجيد وفاء وتجديد نصون الذاكرة في الجزائر المنتصرة".
أقيمت الندوة بمقر المتحف الولائي بوهران، حيث شهدت حضور عدد كبير من المجاهدين، المؤرخين، والمهتمين بالتاريخ الوطني. وقد تم تسليط الضوء خلال الندوة على أهمية إضراب الثمانية أيام كأحد المحطات التاريخية البارزة في مسيرة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، والذي تجسد فيه التضامن والوحدة بين الجزائريين في مواجهة الظلم.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير المجاهدين و ذوي الحقوق لولاية وهران السيد إلياس علي شيكوك أن إحياء هذه الذكرى ليس مجرد احتفال، بل هو واجب وطني يهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ الجزائر ومكانة المجاهدين في بناء الوطن. كما أشار إلى ضرورة تجديد العهد مع القيم الوطنية .
من جهته أكد رئيس المنظمة الوطنية للتجارة و الاستثمار السيد بن زديرة جابر أهمية حدث إحياء الذكرى الثامنة والستين لإضراب الثمانية أيام، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبه التجار خلال الثورة الجزائرية.
وأكد بن زديرة أن التجار كانوا جزءًا لا يتجزأ من الحركة الوطنية، حيث ساهموا في دعم المجاهدين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، رغم الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها في ظل الاستعمار. وقد لعبت التجارة دورًا حيويًا في تمويل الأنشطة الثورية وتعزيز الصمود الشعبي ضد الاحتلال.
كما أشار إلى أن التجار لم يكونوا مجرد رجال أعمال، بل كانوا ناشطين سياسيين واجتماعيين، حيث قدموا الدعم المادي والمعنوي للثوار، وكانوا يتبنون قيم الوطنية والشجاعة. واعتبر أن إحياء هذه الذكرى يعكس الوفاء لتضحيات هؤلاء التجار الأبطال ويعزز من وعي الأجيال الجديدة بأهمية تاريخهم ودورهم في بناء الجزائر المستقلة.
تضمن برنامج الندوة مجموعة من المداخلات التي تناولت جوانب مختلفة من الإضراب وأثره على الحركة الوطنية، بالإضافة إلى استعراض شهادات حية من المجاهدين الذين عاشوا تلك الفترة. وكان هناك تركيز خاص على دور الشباب في الحفاظ على الذاكرة التاريخية وتعزيز الهوية الوطنية.
كما تم خلال هذه الفعالية تنظيم الطبعة الثالثة لوسام "التاجر الصدوق الأمين"، الذي يكرم التجار الذين يتسمون بالنزاهة والأمانة في تجارتهم. ويأتي هذا الوسام كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية في المجتمع الجزائري.
اختتمت الندوة بتكريم عدد من المجاهدين وعائلاتهم، حيث تم تسليم شهادات تقديرية وهدايا رمزية تعبيرًا عن الامتنان والتقدير لتضحياتهم الجسيمة في سبيل الوطن.