ثقافة:
قدمت جمعية "المنارة" الثقافية قورصو (بومرداس), يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, العرض الشرفي الأول لعملها المسرحي الجديد بعنوان "كلاب لا تنبح" نص وإخراج وليد عبد اللاهي. وتم عرض مسرحية "كلاب لا تنبح" على ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي, من إنتاج ذات الجمعية بدعم من الصندوق الوطني لتطوير الفنون والآداب و تتناول في قالب سيكو- درامي قصة اجتماعية لامرأة تحاول أن تجد مخرجا لحالتها النفسية ولمشاكلها الاجتماعية التي تعرضت لها في صغرها وأثرت في علاقتها مع الآخر. وتظهر بطلة المسرحية "وردة" (الممثلة فريال مجاجي), منذ الوهلة الأولى غارقة في مشكلتها العسيرة, وهي سجينة في زنزانة مظلمة تحاول أن تتذكر ما حدث لها ومآل فعلتها وكيف وصلت إلى فكرة الانتقام من زوجها بعد تعرضها إلى الخيانة. وتتطور تفاصيل القصة وسط صراع مرير بين ذاكرة هذه المرأة الجريحة وأطراف أخرى تتصارع معها هي انعكاس لأفراد المجتمع بدء بالرجل والذي جسد دوره "المحامي رستم" (الممثل فريد غالم) و "السجان" (الممثل عبد العزيز قاصد) إلى جانب "الزوج المقتول" (عصام بوعكاز) الذي يعود في خيالها ليعمق مع حدة الجدل الأبدي بين الرجل والمرأة. واختار المخرج بناء دراميا متدرجا ساعد البطلة على تعرية الواقع وفضح الأساليب البالية التي تؤذي النساء في المجتمع وتتعرض لأنوثتهن، وقد منح الشخصية متسعا فنيا ساعدها على تفريغ مشاعرها وانفعالاتها والخروج من عزلتها النفسية عن طريق الحوار مع الشخصيات المساعدة أو المونولوغ أو الحركات الكوريغرافية أو الموسيقى المرافقة، لتعرف المتفرج على المواقف التي عايشتها في الماضي وما تزال تعايشها في الحاضر. عكست سينوغرافيا العرض الرؤية الإخراجية لعبد اللاهي، الذي أثث الخشبة بعناصر ذات دلالات مرتبطة بأجواء السجن وعتمة الزنزانة وضيق مساحتها ومحدودية الحركة يمينا ويسارا ما خلف حالة من القلق والضغط الذي أدى إلى انفجار عاطفي لامرأة تترقب حكم تنفيذ العقوبة عليها. فاجتمعت مكونات مثل الملابس والديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية وغيرها لتضع الشخصيات في فضائها الدرامي الأنسب لها.
عرض مسرحية