رمضانيات:
في ثامن عملية تضامنية تنظمها مديرية النشاط الاجتماعي تزامنا مع شهر رمضان الكريم بادرت اللجنة الولائية مساء أول أمس السبت في تسطير خرجة ميدانية لإجلاء الأشخاص بدون مأوى وتوجيههم إلى مركز الإسعاف الاجتماعي واستقبالهم حول مائدة إفطار جماعية مفتوحة لفئة هشة فقدت الأمل في اللّمة العائلية . تقاسمت الجمهورية مساء أمس السبت مائدة رمضان مع الأشخاص بدون مأوى وشاركتهم وجعهم في جلسة خاصة بنكهة التكافل الاجتماعي والدفء الأسري المفقود مع انحلال العلاقات وسط مشاكل عائلية وخلافات مادية انتهت بمغادرة البيت والخروج بلا رجعة إلى الشارع وافتراش الأرصفة والساحات كبديل اضطراري لحياة عادية ترسمها المودة والإحسان وتحدد معالمها اللحمة العائلية تحت سقف واحد وعمل مشترك في السراء والضراء . وفق برنامج خاص يعمل على إنجاح العملية التضامنية وتسخير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة ،صبّت اللجنة الولائية المتكونة من مديرية النشاط الاجتماعي ومصالح الحماية المدنية والأمن الولائي مهمتها التطوعية خلال الشهر الفضيل سلسلة من الزيارات للتكافل الاجتماعي في صوره المختلفة وأوجهه المتكاملة. انطلقت قافلة اللجنة الولائية رفقة فريق جريدة الجمهورية من مقر الأمن الولائي بهمّة التضامن والتآزر و العزم على مسح دمعة عزلة الأشخاص بدون مأوى وتوفير الجو الملائم لمائدة إفطار خاصة في أجمل لوحة جماعية تضم أفراد حرموا وأُسقطوا من قائمة المجتمع لاستعادة الأجواء الرمضانية وان كانت بعيدة عن العائلة . قبل ساعة على أذان الإفطار ،أقلعت الفرقة نحو النقطة الأولى ،ساحة روكس وتقربت من الفئة المتواجدة بالمكان وأقنعتها على مشاركتها الجلسة الرمضانية بمقر مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة بحي الكميل ،بعدها توجهت إلى حي سيدي البشير سعيا منها نقل الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة للمسة عائلية خلال الشهر الفضيل وتواصلت الخرجة سالكة مسلك التضامن بالنقطة الثالثة ، محطة القطار ،لعلها تقدم يد الإسعاف والاستغاثة لمن ينتظرون التدخل الاستعجالي في موسم الرحمة والغفران . لم تتوقف القافلة وراحت تشق طريقها باتجاه ساحة النجاح بوسط المدينة كأخر محطة قبل اختتام الجولة في الدقائق النهائية الفاصلة عن موعد المغرب بنفس الحركية والحماس بين مد القبول وجزر الرفض من البعض الأخر ووسط هدوء شامل طلقت فيه شوارع وهران الحركة والنشاط طالبة الخلود إلى الراحة والاجتماع على مائدة الإفطار ،باستثناء بعض السيارات والعمليات التطوعية التي زينت المكان. أسدل الستار عن جولتنا هذه ورافقنا اللجنة الولائية وسيارة الإسعاف الاجتماعي التي كانت تنقل الأشخاص بدون مأوى باتجاه مقرها المتواجد بحي الكميل لإتمام مهمتها بالطريقة المسطرة . وما هي سوى دقائق قليلة حتى وصلنا إلى مصلحة المساعدة الاجتماعية التابعة للمديرية الوصية ونحن نحمل معنا قصصا مختلفة لحالات خاصة لم تأخذ نصيبها من العلاقات العائلية ولم يسعفها الحظ في تقاسم مائدة رمضان مع محيطها الأسري وحالت الخلافات والأزمات بينها وبين جسر التراحم والتغافر ، حالات تدفع كل من يتقرب منها لإعادة حساباته مع نفسه أولا وأسرته ثانيا ليختار شهادة تامين ببنود التغاضي والتسامح تُحصنه من أخطار الحياة . جلس الجميع حول مائدة واحدة يفوح منها عطر مغاير ينقصه بعض النكهات الاسرية ينتظرون الأذان بنظرات ثاقبة تحاول كل واحدة رمي ما تحمله من ثقل وأعباء دون أن تضطر لسرد حكايتها للطرف الأخر وسط صمت يحمل في طياته الكثير ويعبر عن معاناة وحزن عميق لفئة حرمت من حرارة العائلة واحتضنها الشارع دون أن تترك المجال لفتح باب المصالحة مع النفس باستثناء لمّة التضامن في المواسم والمناسبات والمسح اليومي لمديرية التضامن.
الجمهورية تتقاسم مائدة الإفطار مع الأشخاص بدون مأوى في حملة إجلاء لمديرية النشاط الاجتماعي  ...لمّة  التضامن تجمع القلوب المحرومة