الجهوي:
ولد المجاهد زحاف عليّ سنة 1937 بدوار البخاخشة الواقع بطريق "العنصر" المعروف بمنعرجاته الموصلة بين بني صاف وسيدي الصافي , نشأ وترعرع في أحضان عائلة متواضعة تعنى بأرضها الزراعية ,لم تسعفه الظروف للالتحاق بمقاعد الدراسة كغالبية الأطفال الجزائريين بسبب السياسة التي اتبعها المستدمر في تجهيل وتجويع بل وفي تدمير الشعب الجزائري غير أنه كان يساعد والده في خدمة الأرض ومنذ الصغر درج على حب الوطن وكراهية الاحتلال الفرنسي متأثرا بما كان يسمعه من والديه عن أنواع الاستبداد والظلم والنهب والتعذيب التي يمارسها المستعمر في حق الوطن والمواطنين . يقول عنه شقيقه زحاف عبد القادر: كان "عليّ "قصير القامة ,عريض المنكبين , وسيم الوجه , يتميز بالحيوية , ذكيا وشجاعا لا يهاب الموت , ولما اندلعت الثورة التحريرية المباركة كان والدي يكلفه بنقل المؤونة وحتى السلاح على ظهر الحمار إلى جنود جيش التحرير الذين كانوا ينتشرون في الوديان والجبال المتواجدة حولنا، وحدث ذات يوم أنه كوّن علاقة مع يهودي كان مسؤولا عن ورشة انجاز أنابيب بالقرب مناّ يذهب عنده ويهديه العنب و والنعناع ... فنشأت بينهما صداقة إلى درجة أن اليهودي كان يسلّمه سلاحه ليتلهّى به مدة ساعة أو أكثر ثم يعيده إليه لكن في المرة الأخيرة أخذه منه ولم يعده إليه وهناك انضم إلى صفوف جيش التحرير وعمره 18 سنة، وكانت أول عملية قام بها هي القضاء على حارس بمزرعة أحد المعمرين بقرية " الجوابرة " ثم شارك في عدة كمائن ومعارك دارت رحاها في سقونة وولهاصة ..ليتم ترقيته من جندي إلى رتبة رقيب أول ثم قائد معركة البخاخشة وسقط فيها شهيدا , رحم الله شهداءنا الأبطال.
الشهيد