الذاكرة:
يستذكر المجاهد "عزوز أوراغي" البالغ من العمر 93سنة،بمشاعر الفخر والاعتزاز أيام الثورة التحريرية المجيدة التي كان عنصرا فاعلا فيها بمنطقة الونشريس على مستوى الولاية التاريخية الرابعة بالناحية الثالثة بولاية تيسمسيلت رفقة العديد من الأبطال الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل حرية الجزائر،على غرار أسد الونشريس البطل"الجيلالي بونعامة" المدعو "سي محمد".
ولاتزال ذكريات النضال المشبعة بالبطولات والتحديات ضد المستدمر الفرنسي بالولاية التاريخية الرابعة رفيقة المجاهد عزوز أوراغي الذي أكد أن بشاعة الجرائم التي عاشها الشعب الجزائري الأعزل مهما وصفت لايمكن للعقل تصورها ولا تخيلها،والتي كان فيها القتل هو آخر محطة من سلسلة التعذيب الجسدي القاسية بكل الطرق البشعة،مشيرا في السياق ذاته صبر وعزيمة الجزائريين في سبيل تحصيل الحرية التي ننعم بها اليوم في كل شبر من هذا الوطن المتشبع بدماء الشهداء الطاهرة.
وروى المجاهد "عزوز أوراغي" عن مهمته العسكرية التي قادته إلى دولة تونس خلال سنة 1955،رفقة العديد من المجاهدين من مختلف الولايات التاريخية -حسب تصريحه- لتلقي التدريب العسكري الذي دام لما يفوق 06 أشهر،وفي سنة 1956 كانت رحلة العودة التي شهدت قيام كل جندي بجلب عدد من الأسلحة تدعيما للثورة الجزائرية المجيدة المباركة، كما وصف المتحدث ذاته أهمية هذه المهمة من ناحية المسؤولية وثقلها في سبيل تحقيق النصر إمتثالا لتعليمات أسد الونشريس قائد الولاية التاريخية الرابعة الجيلالي بونعامة المدعو "سي محمد" رفيق الجهاد الذي بث روح المقاومة والبسالة في نفوس مجاهدي المنطقة.
وتذكر محدثنا في هذه المحطة الأحداث التي مرت بها منطقة الونشريس من تقتيل وتنكيل في حق الشعب الجزائري الأعزل،خاصة على مستوى القرى والمداشر ،مستذكرا استشهاد العديد من رفقائه في المعارك ، مشيرا في السياق ذاته أن الشهيد بونعامة كان شخصية عسكرية متميزة واصفا إياه بالأب نظيرا للخصال التي تحلى بها أسد الونشريس في تنظيم العمل المسلح بالمنطقة.
وفي ختام تصريحه "للجمهورية" أشاد المجاهد عزوز أوراغي على الدور المحوري الذي لعبه الشعب في احتضان الثورة التحريرية وتدعيمها،ونوه بضرورة الحفاظ على رسالة الشهداء و المجاهدين من طرف الأجيال المقبلة، موجها بذلك رسالته لشباب وجيل اليوم للحرص على صون الأمانة ومواصلة العمل والاجتهاد في سبيل إعلاء الراية الوطنية في مختلف المحافل العالمية افتخارا بما قدمه السلف وما يعمل الخلف على مواصلته، كون مستقبله سيبقى دائما مرهونا بماضيه الذي صنعه أسلافه -قائلا- أن ما تم تقديمه من جهاد يبقى عملا خالصا لوجه الله