الذاكرة:
صرّح الدكتور محمد عطار مختص في تاريخ الثورة الجزائرية ومحافظ التراث الثقافي والتاريخي بالمتحف الجهوي للولاية الخامسة لتلمسان أن عيد النصر 19مارس 1962 يوم أغر استرجعت فيه الجزائر سيادتها وانتصرت بالسلاح والمفاوضات السياسية وجاء هذا نتيجة التكافل و الاتحاد بين السياسيين والعسكريين، ويوم النصر كان تحصيل حاصل وناتج عن عدة سنوات من الكفاح و النضال ، فعند اندلاع الثورة سنة 1954 ودخلت فرنسا الاستعمارية حربها مع المجاهدين الأشاوس استهزأت بالثورة التحريرية واعتبرتها ستجرهم نحو خسارة حتمية ونعتت المناضلين والمجاهدين بقطاع الطرق والمخربين واستصغرت كفاحهم، لكن هؤلاء هم الذين أرغموها على الجلوس مع ممثلي حكومتها في مفاوضات وقف إطلاق النار ، وكان اتحاد الشعب الجزائري والتفافه حول الثورة من العوامل والدوافع لنصرة الجزائر ، وهذا ما يدل على أن وطنية الشعب الجزائري جلبت الانتصار، وبعد اندلاع الثورة التحريرية حاولت فرنسا بكافة الوسائل والطرق البشعة لإبعاد الثورة عن الشعب لأنها لاحظت ترابط الجزائريين فيما بينهم وتحقق النصر بضغط عسكري من خلال المسبلين والمجاهدين في الجبال بعملياتهم الفدائية والكمائن المنصوبة والمعارك الكبيرة دون نسيان الضغط الجماهري الذي تمثل في إضراب الطلبة 19ماي1956 وإضراب التجار والحرفيين ومظاهرات الشعب في أكتوبر أو ديسمبر (مظاهرات المهاجرين ) فكان كل الجزائريين أطرافا فاعلين في الثورة والتفوا حول النضال التحريري كون جبهة التحرير الوطني إستطاعت نقل الثورة إلى عقر ار فرنسا الاستعمارية بحيث أدى الضغط الجماهري إلى إفشال مشروع "الجنرال ديغول" في المظاهرات التي انطلقت من عين تموشنت فجميع هذه الأسباب أبرزت في أن الضغطين العسكري والجماهري وساهما في انتصار قائم بذاته استكمله الضغط السياسي، حيث كلما تفاوضت فرنسا إلا وعقبته نتيجة لصالح الجزائر في تدويل قضيتها بالأمم المتحدة زيادة على اجتماع الجمعية العامة بالأمم المتحدة بمعنى مكانة الجزائر كانت تتأتى تدريجيا في الفترة الاستعمارية، وهذا النصر لم يبرز بالبندقية و البارود فقط وإنما دعَمه الشعب الجزائري بمظاهرات وإضرابات شوشت على فرنسا تخطيطاتها فقد تزامنت مع أحداث أرادتها فرنسا لإضعاف الجزائر كانعقاد جمعية عامة ومجلس الأمن و العمل على وتر تفريق الشعب ومحاولتها جدبه نحوها ففشلت في أسلوب سياستها الاستعمارية، وفكرت فرنسا في مفاوضة "ايفيان سنة 1961" ، و أشار المختص في تاريخ الثورة الجزائرية محمد عطار إلى أن فرنسا الاستعمارية خاضت مفاوضات أخرى لكنها فشلت، لأنها أرادت التمسك بالصحراء ضنا منها أن الشعب الجزائري يرغب في أن يكون جزء من فرنسا غير أن زعمها لم يكن في محله و كذبه الاستفتاء بتاريخ ال3جويلية 1962 الذي حقق نسبة كبيرة بالدعوة إلى استقلال الجزائر،هنا أصرً الوفد الجزائري المفاوض على استقلال الجزائر كلها بالوحدتين الترابية والشعبية ولم يرضخ لما أرادته فرنسا المستعمرة فغلق عليها الوفد المنافذ والتأثيرات بحبهم للجزائر فأصبحت خططها بالنسبة لهم متلاشية بالرغم من أن آنذاك كانت فرنسا أكبر قوة استعمارية في حوض البحر الأبيض المتوسط ، الضغط العسكري و السياسي و الشعبوي استخلص منه نصرا وتُوج بإعلان اتفاقية إيفيان 18مارس1962وقرار وقف إطلاق النار وإقرار مرحلة انتقالية في اليوم الموالي 19من نفس الشهر وتقرير المصير والوصول إلى المرحلة الانتقالية و استلام الإدارة من السلطات الفرنسية إلى غاية ال3جويلية موعد الاستفتاء ، أين قال الجزائريون كلمتهم و كان الخامس من جويلية يوم استقلالهم كرسالة صريحة للاستعمار الفرنسي الغاشم .
الدكتور محمد عطار مختص في تاريخ الثورة الجزائرية ...