بغداد اليوم -  دمشق

كشفت مصادر سورية، اليوم الثلاثاء (17 كانون الأول 2024)، عن مقتل واصابة 11 سوريًا اغلبهم من الأطفال بسبب الألغام خلال اقل من 24 ساعة.

وقالت المصادر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" ثلاث مناطق زراعية في درعا ودير الزور وحمص السورية شهدت خلال اقل من 24 ساعة انفجار الغام ومخلفات حربية ما ادى الى مقتل اثنين بينهم طفلة واصابة 9 اخرين بينهم ثلاثة بحالة حرجة اغلبهم من الأطفال".

واضافت، ان" ملف الألغام والمخلفات الحربية معقد بسبب اتساع خارطة انتشارها وانتقال الاهالي في عمق المناطق التي كانت مسرحًا لاشتباكات طيلة سنوات، وهي اشبه بالحدود المحرمة دون الانتباه لخطورة الألغام والمخلفات الحربية".

وأشارت المصادر الى، ان" نحو 30 مدنيًا على الأقل قتلوا وأصيب ضعف هذا العدد خلال اقل من 10 أيام بسبب الألغام والمخلفات الحربية في سوريا".

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت فصائل المعارضة في شمال سوريا معركة "ردع العدوان" ضد قوات النظام، وتمكنت من استعادة مساحات واسعة حتى وصلت العاصمة دمشق وسقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول. 

هذه التطورات فتحت الباب على الكثير من المتغيرات، وعلى رأسها أمل عودة اللاجئين لمنازلهم، لكن هذا الأمل مازال دونه مخاطر جمة على رأسها حقول الألغام والمتفجرات المنتشرة في العديد من مناطق سوريا، وما تشكله من تهديد على حياة هؤلاء.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة الثلاثاء الماضي، في انفجار لغم في مدينة تدمر "بعد عودة عائلة نازحة لتفقد منزلها".

وفي اليوم التالي، أفاد المرصد بمقتل خمسة مدنيين، بينهم طفل، في ظروف مماثلة في محافظتي حماة ودير الزور.

وقال المرصد يوم السبت إن ستة مدنيين بينهم أربع نساء قتلوا في منطقة حماة عندما انفجر لغم أثناء مرور سيارتهم، كما توفي شخص في حمص بعد إصابته بشظايا ناجمة عن انفجار لغم.

وسجلت سوريا خلال العام 2023 ثاني أعلى عدد قتلى وجرحى بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من المتفجرات، وبلغ عدد الضحايا 933 ضحية، تليها أوكرانيا وأفغانستان، إذ سجل كل منهما 500 ضحية، بحسب تقرير "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية" الذي صدر يوم الأربعاء 20 من تشرين الثاني.

ودعت منظمة إزالة الألغام "هالو تراست" الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول إلى بذل جهد عالمي لإزالة الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة من سوريا، محذرة من أن آلاف العائدين إلى ديارهم معرضون للخطر بشكل خاص.

وكانت منظمة هالو تراست، وهي منظمة خيرية تتمتع بخبرة تمتد لعقود في إزالة الألغام من مناطق الحروب، تعمل في منطقتي إدلب وغرب حلب في سوريا قبل انهيار نظام الأسد لكنها شهدت منذ ذلك الحين زيادة قدرها عشرة أضعاف في عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن وجود ألغام.

وقالت المنظمة في بيان إن "هناك حاجة ملحة إلى جهد دولي لإزالة ملايين الذخائر والألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، لحماية أرواح مئات الآلاف من السوريين العائدين وتمهيد الطريق للسلام المستدام".

وقال داميان أوبراين مدير برنامج سوريا في المنظمة "السوريون العائدون لا يعرفون ببساطة أين تقع الألغام الأرضية"، مضيفًا أن مثل هذه الذخائر "منتشرة في جميع أنحاء الحقول والقرى والبلدات، لذا فإن الناس معرضون للخطر بشكل رهيب".

وحذر أوبراين قائلاً: "لم أر قط شيئًا كهذا. يمر عشرات الآلاف من الأشخاص عبر مناطق مليئة بالألغام بشكل يومي مما يتسبب في وقوع حوادث مميتة غير ضرورية. لقد اختفت القوات المقاتلة من خطوط المواجهة، تاركة مناطق شاسعة مليئة بالمتفجرات". وأضاف أن "إزالة أنقاض الحرب أمر أساسي لاستعادة البلاد عافيتها".

وتدير منظمة هالو تراست خطًا ساخنًا للطوارئ في شمال غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يمكن للأشخاص الإبلاغ عن العثور على ألغام أرضية ملقاة وأجسام مشبوهة أخرى قد تقتلهم أو تشوههم، ثم يقوم خبراء إزالة الألغام في حالات الطوارئ في المنظمة بإزالة هذه العناصر.

وقال مدير العمليات في هالو تراست بسوريا، مؤيد النوفولي "خلال الأسبوع الماضي، وبينما كان الناس يحاولون العودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية، شهدنا زيادة بمقدار عشرة أضعاف في المكالمات الواردة إلى الخط الساخن والهاتف يرن بلا توقف".

بعض المتصلين هم من اللاجئين العائدين إلى سوريا، والبعض الآخر هم أشخاص نزحوا داخل البلاد ويحاولون الآن العودة إلى ديارهم. لكنهم جميعًا معرضون لخطر الموت إذا سلكوا الطريق الخطأ، ولا أحد منهم يعرف مكان إخفاء الألغام الأرضية.

وقال أوبراين والنوفولي إن أولوياتهما المباشرة هي تقديم المشورة بشأن مخاطر الألغام الأرضية لوكالات المساعدة التي تساعد النازحين بسبب الحرب ثم البدء في العمل على إزالة المتفجرات.

وذكر أوبراين "تتمتع منظمة هالو تراست بخبرة تزيد عن 35 عامًا في جعل الألغام الأرضية والمتفجرات الأخرى آمنة. والتحدي في سوريا هو الحجم الهائل للمشكلة. يمكننا بسهولة توظيف 100 خبير في إزالة الألغام الآن، فقط في المنطقة التي نعمل فيها بالفعل منذ بضع سنوات. ولتغطية البلاد بأكملها، سيتعين تدريب الآلاف من السوريين وتوظيفهم من قبل المنظمة على مدار السنوات المقبلة". 

وقالت منظمة هالو تراست إنها ستبدأ برنامجًا تعليميًا رقميًا للتوعية بمخاطر الألغام الأرضية باستخدام أكبر عدد ممكن من منصات التواصل الاجتماعي. كما دعت المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي واللوجستي للمساعدة في إزالة الألغام.