في 2 يونيو من هذا العام ، يبدأ منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (ب م ف 2021) عمله في روسيا. لدى دولة روسيا العظمى ثقة كاملة في السيطرة على انتشار كوفيد 19 ويمكنها توفير التدابير الأمنية اللازمة للزوار الأجانب.

على منصة الأعمال الدولية التقليدية، من المخطط إبرام اتفاقيات جديدة بشأن توريد كل من اللقاحات الروسية وتكنولوجيات إنتاجها إلى بلدان أخرى. هذا المنتدى بالنسبة للمجتمع العراقي، وكذلك روسيا نفسها،  ذو أهمية ليس فقط من "وجهة نظر مكافحة كوفيد 19"، إذ أنه على السياسيين ورجال الأعمال أن ينتبهوا إلى المشاركة في المنتدى القادم كفرصة نادرة في هذه الأيام للإندماج بنجاح في الاقتصاد العالمي! وهنا لماذا..

العراق وروسيا لديهما الكثير من القواسم المشتركة، ليس فقط من النّاحية السّياسية ولكن قبل كل شيء من الناحية الاقتصادية كذلك.. معاً، نحن على قائمة الدول الرائدة من حيث احتياطيات النفط المؤكدة. تصدير الهيدروكربونات هو أساس اقتصاداتنا، وللدولتين خبرة في التعافي من الحروب الدامية ، بما في ذلك خبرة تذليل الديون الخارجية المتدلية التي تراكمت على الأجيال السابقة، وهنا يبحث العراق وروسيا طرق تحويل ثرواتهما إلى رفاه لشعبيهما، وهذه التشابهات للبلدين تقول شيئاً واحداً: لدى البلدين الكثير ليتعلمانه من بعضهما البعض، والمنتدى القادم هو فرصة عظيمة للقيام بذلك في الممارسة العملية، خاصة في هذا الوقت العصيب، عندما يتحدث البعض عن فترة الانتصار، والبعض الآخر يقوم بتدابير تقييدية.

منصّة منتدى سانت بطرسبورغ الدولية فعالة حقاً ونادرة في هذه الأيام ومفتوحة ومفيدة لبلدان الشرق الأوسط - ؟ ليس "النفط مقابل الغذاء" ، ولكن استثمار النفط في التكنولوجيا وتسويقها .

لقد لعبت روسيا دائماً دوراً خاصّاً بالتعاون مع دول الشّرق الأوسط، العراق يعرف هذا جيّداً، واليوم لدينا أمثال كثيرة على أنّ روسيا صديق وفي.. إقتصادنا يحتاج إلى حلفاء حقيقيين، والاتحاد السوفيتي كان له دور فعّال في العراق في توفير المعدات السوفيتية للمؤسسات الصناعية في العراق، نحن بحاجة إلى التقنيات الحديثة ليس فقط في صناعة النفط التقليدية، ولكن أيضاً في صناعة تكرير النفط  والزراعة وإنتاج الآلات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات.

يستفيد ممثلو العديد من الدول وكبار الشّركات في العالم من فرصة الاشتراك بمنتدى سانت بطرسبورغ، ويجب على العراق أن يفعل الشيء نفسه  في 2 يونيو 2021 ، سيجتمع ممثلو الحكومة ورجال الأعمال من عدّة قارّات في سانت بطرسبورغ: الآلاف من الناس، وعشرات البلدان. منتدى سانت بطرسبورغ يفتح الأبواب ليس فقط لروسيا، ولكن أيضاً لعمليات التكامل العالمي التجاري وتستخدم بلدان أخرى منصات المنتدى  لعرض إمكانات الاستثمار الوطنية، ومشاريع محدّدة، وإبرام عقود مفيدة للطرفين على مستوى الحكومات والشّركات، وكذلك بين رجال الأعمال. وتساعد الاتصالات المباشرة على جذب انتباه المستثمرين، بل وتشجّع أيضاً الشركات على تطوير وتوسيع حدود وجودها بالاستثمار.

 فإنَّ الوضع في العالم يعطي أهمية خاصة للمنصة الدولية الروسية، روسيا ليست فقط مطوّرة لعدد من اللقاحات التي تم اعتمادها بالفعل من قبل عشرات البلدان، ولكن أيضاً بلد يقاوم بنجاح انتشار فايروس كوفيد19.  بلدان العالم  تشدد على فرض القيود بسبب كوفيد 19، في حين  تقوم روسيا بإزالة القيود على شعبها، واليوم روسيا تساعد أوروبا والهند وعدد من البلدان الأخرى في التغلب على كوفيد19، وكيفية استعادة الاقتصاد بعد الوباء.

والأهم من ذلك، أنّ روسيا لا تحتاج إلى نفطنا، ونحن نحتاج إلى مثل هذا الحليف ذو الاقتصاد العظيم، يمكن أن يكون تعاوننا مفيداً للطرفين حقاً.