الغور الشمالي- يتجدد مع اقتراب موسم الرحلات الشتوية في لواء الغور الشمالي، مشهد حدوث حرائق داخل الغابات، بينما لجأت مديرية الزراعة أخيرا إلى فتح طرق وممرات ترابية داخل عدة مناطق حرجية، كخطوة احترازية تهدف لحماية الغابات ومراقبتها، وتسهيل التعامل مع حوادث الحرائق. ووفق مدير الزراعة المهندس محمد النعيم، فإن فتح الطرق والممرات يأتي ضمن خطة وزارة الزراعة للحد من انتشار الحرائق داخل الغابات الحرجية، ويعد هذا الإجراء احترازيا لمنع النيران من الوصول إلى مناطق واسعة في حال نشوبها، إضافة إلى تسهيل مرور آليات الإطفاء وصهاريج المياه. وأكد النعيم، جاهزية كوادر قسم الحراج وآليات المديرية للتعامل مع أي طارئ، ومساندة جهود كوادر الدفاع المدني في حالة نشوب الحرائق الحرجية، مشيرا إلى أنه ستكون هناك غرف طوارئ في المديرية للتعامل مع بلاغات سقوط الأشجار الحرجية أو التعديات عليها خلال فصل الشتاء. ودعا النعيم المواطنين والمتنزهين إلى المحافظة على الغابات والأحراج من خلال عدم إشعال النيران أو العبث بالثروة الحرجية، باعتبارها ثروة وطنية ذات أبعاد بيئية وجمالية. من جهتهم، يطالب مزارعون ومهتمون في لواء الغور الشمالي باتخاذ إجراءات فورية للحد من انتشار الحرائق في الغابات الحرجية، خصوصا الغابات المطلة على الجانب الواقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وعلى سد وادي العرب، معبرين عن خشيتهم من وصول الحرائق الإسرائيلية المتوقعة إلى مزارعهم، ما قد يتسبب في خسائر كبيرة، لا سيما أن هذه الحرائق تتجدد سنويا مع دخول موسم السياحة الشتوية. وأكدوا، أن القلق والخوف على مزارعهم بات يشكل هاجسا لهم، خوفا من عودة الحرائق الإسرائيلية السنوية التي تلحق بهم خسائر مالية جسيمة، لا سيما مع جفاف الأعشاب وزيادة قابليتها للاشتعال. وأضافوا، أن ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي وجفاف الأعشاب في تلك المناطق يشكل تحذيرا سنويا مع بداية موسم الرحلات الشتوية، إذ غالبا ما تمتد نيران الشواء إلى الغابات والمزروعات المجاورة، مما يسبب أضرارا كبيرة وخسائر مالية فادحة. وسبق أن تسببت الحرائق بخسائر كبيرة جدا للمزارعين، ما دفع العديد منهم إلى بيع مزارعهم أو هجر العمل الزراعي، مشيرين إلى أن الحرائق تأتي عادة على الأشجار المثمرة والمعمرة والمعدات الزراعية، مثل البيوت البلاستيكية ومعدات الري، بالإضافة إلى الممتلكات الخاصة بالمزارعين. ويؤكد المزارع علي البشتاوي، من سكان اللواء وصاحب مزرعة قريبة من المناطق الحرجية، أن أغلب الحرائق التي حصلت في الأعوام الماضية كانت ناتجة عن الشواء في المناطق القريبة من الغابات الحرجية. وبحسب صاحب الاستراحة القريبة من سد وادي العرب، محمد الخالدي، فإنه رغم الإجراءات التي يتخذها أصحاب الاستراحات، إلا أن هناك مخالفات من قبل المتنزهين نتيجة حالة الفوضى وعدم الانتباه، معتبرا أن الحل الأمثل هو إزالة الأعشاب الجافة وإنشاء ما يسمى "خطوط نار" لمنع امتداد النيران إليها. كما أشار إلى أن تنظيف جوانب الشوارع والاستراحات يتطلب جهدا جماعيا وتعاونا من الجميع.