عمان- يعدّ قرار واشنطن بمنح الاحتلال مهلة شهر لحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ضوءاً أخضر جديداً لقتل المزيد من الفلسطينيين خلالها، وكسب الوقت لتنفيذ مخطط المتطرفين في حكومة الاحتلال لاستيطان القطاع، في تحرك زخم بدأ مؤخراً. وعلى وقع التنديد الفلسطيني بالسياسة الأميركية المنحازة للاحتلال؛ يعتزم المسؤولون الصهاينة في حزب "الليكود" الحاكم عقد مؤتمر، خلال الأسبوع المقبل، لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة، تحت مزاعم ملكيته له، بالتزامن مع مخطط ضم شمال القطاع. وطبقاً لإعلام الاحتلال، يستعد وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في "الكنيست" وناشطون كبار في الائتلاف اليميني الحكومي عقد مؤتمر الأسبوع المقبل لتشجيع الاستيطان في قطاع غزة وفي غلاف غزة. وجرى أمس توزيع دعوة المؤتمر تحت عنوان "تحضير البذور لاستيطان غزة"، والذي يعقد برعاية منظمات يمينية متطرفة مثل حركة "نحالا" الاستيطانية التي تتعرض حالياً لموجة من العقوبات الدولية وأحزاب يمينية أخرى في الائتلاف مثل "عوتسما يهوديت" والصهيونية الدينية. ويُعوّل المنظمون على أن يشجع نشاط التحالف اليميني المتطرف على إعادة التوطين في غزة، في ظل حضور أعضاء حزب الليكود المتطرفين في الائتلاف، مثل "بتسلئيل سموتريتش" عن حزب "الصهيونية الدينية"، و"إيتمار بن غفير" وآخرين من حزب "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) وأعضاء الكنيست من الحزبين الأكثر تطرفاً. وتزعم حركة "نحالا" الاستيطانية، التي تنظم مؤتمر تشجيع الاستيطان في غزة، أن "الحدث مخطط له ليس فقط كمؤتمر نظري، بل كتمرين عملي وإعداد عملي لتجديد الاستيطان في قطاع غزة" وإنه "يمثل بداية جديدة ومرحلة مهمة في التحرك"، وفق مزاعمها. وتدعّي تلك الحركة المتطرفة بأن العودة إلى الاستيطان في غزة لم تعد مجرد فكرة، بل خطوة في عملية متقدمة بدعم من الحكومة والجمهور الصهيوني. ويأتي هذا المؤتمر استكمالاً لنظيره الذي عقد، في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، لتشجيع الاستيطان في غزة بمشاركة كبار أعضاء الائتلاف والليكود و"عوتسما يهوديت" و"يهدوت هتوراة"، برئاسة الوزيرين إيتمار بن غفير والجماعات المتطرفة. ويدفع المتطرفون نحو عودة الاستيطان في "غوش قطيف"، والتي كانت كتلة من 21 مستوطنة في جنوب قطاع غزة، قبل أن يتم تفكيكها، في أغسطس 2005، كجزء من انسحاب الاحتلال الأحادي الجانب من القطاع. وقد تعرض المؤتمر لانتقاد داخلي؛ حيث هاجمه عضو الكنيست "غادي آيزنكوت، في ظل مرور عام على الفشل الكبير بغزة، سواء في تحقيق أهداف الحرب أم إعادة الأسرى. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن المواقف الأميركية الواضحة بدعم الاحتلال بالمال والسلاح تسهم في استمرار عدوان الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف، وجرح أكثر من مائة ألف، وتدمير قطاع غزة بالكامل بهذا الشكل السافر. وأضاف أبو ردينة، في تصريح له أمس، أن السياسة الأميركية مرفوضة ومدانة، وتعني مشاركة أميركية في العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه، وتحدي عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي. يأتي ذلك في سياق تعقيبه على التصريحات الأميركية حول عدوان الاحتلال على القطاع، وآخرها التي قالت إن واشنطن لن تتوقف عن تزويد الكيان المُحتل بالأسلحة، وإن القواعد لا تنطبق عليه. وقال أبو ردينة، نطالب الولايات المتحدة الأميركية بوقف العدوان ما دامت هي التي تزود الاحتلال بالسلاح، وأن القواعد لا تنطبق عليه، وهي تتحمل مسؤولية استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.