‏روبرت كوهلر – (كومون دريمز) 12/10/2024 ‏إنه عالم فيه بعض الحيوات فقط هي التي تهم، وهو ما ينتهي بأن يعني أنها لا توجد حياة مهمة. إنه تعريف الجحيم، وأخشى أنه العالم المحكوم بالعسكرة الذي نواصل خلقه لأنفسنا.‏ * * * ليس الاستعمار شيئا من الماضي. إنه حي ونابض الآن كما كان حاله دائما -من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية إلى الولايات المتحدة إلى الهند، والله يعلم أين أيضا. وهو يمكن أن يكون مربحا كالجحيم، على الأقل للصناعات الصحيحة.‏ هل ينبغي أن تخاف. يجب أن تكون خائفا جدا! ‏ ‏هذا صحيح، خاصة إذا كنت تنتمي إلى دولة غنية مدججة بالسلاح -لأن أعداءك موجودون في كل مكان، يتجمعون على حدودك، أو الأسوأ من ذلك، يجرؤون على المطالبة بحيازة أرض أجدادهم وإقلاق امتلاكك لها. ‏ ‏في مقابلة مع ‏‏"الديمقراطية الآن‏‏"، أشار أنتوني لوينشتاين، مؤلف كتاب ‏‏"مختبر ‏‏فلسطين‏‏: كيف تصدر ‏‏إسرائيل‏‏ تكنولوجيا الاحتلال حول العالم‏‏"، إلى هذه الظاهرة بأنها "فلسطين عالمية". ويعني هذا أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين وقصفها الحالي للبنان -ربما بداية حرب مدمرة في الشرق الأوسط- ليست سوى المثال الأكثر فظاعة على تطور استعمار الكوكب في الوقت الحاضر.‏ وكما يشير لوينشتاين، فإن الرابط العالمي سياسي ومالي (ناهيك عن كونه عرقيا). إنه لا يتحول دائما إلى حرب، لكن العنف والخسائر في الأرواح موجودان دائما بطرق مختلفة. ‏ ‏ولنتأمل هنا الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث تم تركيب المئات من أبراج المراقبة على مدى العقدين الماضيين، مما قدم مساعدة لا تقدر بثمن لعملاء دوريات الحدود. وكما تشير ‏‏قصة حديثة ‏‏لصحيفة "الغارديان‏‏"، فإنه "طوال الوقت، ادعى المسؤولون أن التكنولوجيا الجديدة ستردع الهجرة وتساعد على تأمين سلامة المهاجرين، ومع ذلك، مات ما يقرب من 10.000 مهاجر أثناء عبورهم الحدود في السنوات الـ25 الماضية، والوفيات آخذة في الازدياد".‏ يحدث هذا لأن المهاجرين، الفارين من الجحيم في أوطانهم، يضطرون إلى سلوك طرق أطول وأكثر خطورة إلى الحدود الأميركية، وهو ما يأتي غالبا مصحوبا بعواقب مميتة. ومع ذلك، فإن أولئك الذين هم في خطر حقيقي، على الأقل وفقا لـ"حماة الحدود" -مثل، على سبيل المثال، شركة بناء أبراج المراقبة، "أندوريل" Anduril- هم الأميركيون. على سبيل المثال، قال بالمر لوكي، المؤسس المشارك لشركة "أندرويل"، أن هدف الشركة هو "تحويل ‏‏القدرات الدفاعية ‏‏للولايات المتحدة بشكل جذري" من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي. ‏ ‏بعبارة أخرى، هذه حرب. بدلا من بذل جهد عالمي لمعالجة أسباب كل الهجرة التي تحدث في جميع أنحاء الكوكب، فإن البلدان الغنية -تلك التي ورثت مكافآت الغزو الاستعماري- تختار "حماية" نفسها منها. وكما قال بيدرو ريوس من "لجنة خدمة الأصدقاء الأميركية"، وفقا لـ"الغارديان"، فإن "قيام وسائل الإعلام والسياسيين بتأطير الهجرة بعبارات تشبه الحرب –مثل "زيادة العديد" أو "الغزو"- يدفع المزيد من الاستثمار في أمن الحدود".‏ ‏أتعرف: ينبغي أن تكون خائفا. كن خائفا جدا. وبالطبع، إذا تجرأ الأشخاص الذين تتم مراقبتهم و/أو احتلالهم على المقاومة، فإنهم يسمون إرهابيين. ‏ ‏بالانتقال عبر المحيط الأطلسي، ألاحظ أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتعامل مع نسخته الخاصة من "فلسطين العالمية" -المهاجرين الذين يفرون من أوطانهم عبر البحر الأبيض المتوسط، غالبا في قوارب غير آمنة بشكل مروع ينتهي بها الأمر إلى الانقلاب. وقد غرق أكثر من 3.000 مهاجر في العام الماضي وحده أثناء محاولتهم الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وف