غزة - قبل أسبوع تقريبا، انقطع علاج "مرض السكر" لدى المسن الفلسطيني المحاصر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة محمد عودة، الذي يعاني من هذا المرض المزمن منذ أكثر نحو 30 عاماً. قبل عملية الإبادة الصهيونية التي تستهدف منذ أسبوعين تقريبا المخيم ومحيطه، كان الرجل الستيني يحصل بشكل دوري على علاجه من أحد المراكز الصحية المنتشرة داخل المخيم. ومع بدء العملية العسكرية توقف عمل جميع المراكز الصحية والنقاط الطبية بتلك المنطقة، والتي كانت تقدم خدمات الإسعاف الأولي والعناية بالحالات المرضية المزمنة وتقدم لهم العلاج المناسب بشكل دوري. وقال عودة إن: "انقطاع العلاج زاد من تفاقم حالتي الصحية والنفسية، وأنا قلق جدًا من الأيام المقبلة إذا لم أتمكن من الحصول على الدواء"، مطالبا "الجهات الدولية الصحية للتدخل العاجل" وتأمين أدوية الأمراض المزمنة. وأضاف أنه كان يتناول العلاج مرتين يوميًا للحفاظ على مستوى السكر في الدم حتى لا يتعرض لنوبات إغماء ووهن عام بالجسم". وفي 6 تشرين الاول (أكتوبر) الحالي، أعلن الجيش الصهيوني بدء اجتياحه شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن الاحتلال يرغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها. ووفق منظمة الصحة العالمية، يعيش نحو 350 ألف شخص مصاب بالأمراض المزمنة في قطاع غزة. وتقول المنظمة إن "نقص الأدوية الأساسية وإغلاق المرافق الصحية يؤدي إلى خطر يتهدد 52 ألف مصاب بالسكري و45 ألف مصاب بالربو و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية و225 ألف مصاب بارتفاع ضغط الدم". خلال حديثه يتابع عودة أنه "منذ انقطاع العلاج صار يشعر كثيرا أنه على وشك الإغماء كما أن حركته أصبحت محدودة خوفا من سقوطه أرضا وشعوره بعدم الاتزان". وطالب "الجهات الصحية الدولية بضرورة التدخل العاجل وإدخال علاجات الأمراض المزمنة وتمكين المرضى من استلامها عبر نقاط طبية تنتشر في مناطق شمال قطاع غزة". مأساة صحية أخرى تعيشها الفلسطينية المُسنة آمال الشنباري والنازحة في أحد مراكز الإيواء بمنطقة "مشروع بيت لاهيا" شمالي قطاع غزة والتي تعاني الحصار منذ 14 يوما. يقول أحمد نجل المسنة البكر: "والدتي تعاني دائما من اضطراب في ضغط الدم لديها وهذا مرض مزمن تتلقى له العلاج منذ سنوات طويلة". "قبل العملية العسكرية الأخيرة، كنت أحصل بصعوبة بالغة على العلاج لوالدتي وبعد العملية صار الأمر شبه مستحيلا لأن كل النقاط الطبية والمراكز الصحية مغلقة والصيدليات التجارية أيضا"، يضيف أحمد الشنباري. ولفت في حديثه أن "المستشفيات التي باتت تعمل في شمال قطاع غزة هي فقط المستشفيات الكبرى الثلاثة (كمال عدوان والإندونيسي والعودة) وتقدم خدماتها لحالات الطوارئ فقط ولا توفر الخدمات لأصحاب الأمراض المزمنة". وحذّر الشنباري من أن "استمرار حرمان والدته من علاجها يهدد حياتها سيما مع حالة نقص الغذاء التي يعيشها المحاصرون في شمال قطاع غزة والمياه الملوثة التي يضطرون لشربها". بخلاف محمد عودة وآمال، يعاني الفلسطيني تيسير المدهون هو الآخر من أمراض مزمنة أبرزها "السكر وضغط الدم"، وما يزال محاصرا في مخيم جباليا مع استمرار العملية العسكرية. وقال: "نعاني نقصا في الغذاء بشكل كبير ونشرب المياه الملوثة ولا يتوفر دواء للأمراض التي أعاني منها". ولفت أنه مع نقص الغذاء والدواء بات "يشعر أنه يفقد شيئا من صحته وقوته في كل دقيقة". وأكد المدهون أن "معظم الأدوية التي كانت لديه نفدت ولم يتناول أيا منها منذ أيام وهو ما ينذر بخطر شديد على صحته وبدأ الشعور به منذ أيام". - (وكالات)