عمان- كما هي العادة، يبدأ الأردنيون قبيل فصل الشتاء بترتيب أولوياتهم للتعامل مع "خيارات" التدفئة لا سيما في أيامه البارده، باعتبار هذه المسألة الأكثر ثقلا على موازناتهم طيلة هذه الفترة. وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات، وصعوبة الحصول عليها في بعض الأحيان، يجد بعض الأردنيين في الكهرباء الوسيلة الأسهل للتدفئة، رغم أنها ليست الأقل كلفة فيما تشير الأرقام الرسمية في العام 2018 إلى أن مستخدمي الكهرباء للتدفئة من الأردنيين تبلغ نسبتهم 6 %. ومن الجدير ذكره أن الأرقام الرسمية تبين أن مصدر التدفئة الرئيسي هو الغاز بنسبة 47.6 %، يليه الكاز بنسبة تصل إلى حوالي 32 %، ثم الحطب والفحم والجفت بنسبة 7.5 % ثم الكهرباء بنسبة 6 % وأخيرا، التدفئة المركزية بنسبة 3.7 % علما أن هذه الأرقام خاصة بالعامين2018/2017. ويقول هيثم حسن (موظف قطاع خاص) "في منزلي مكيفات هواء تعمل على الكهرباء واستخدمها للتدفئة في الشتاء لأن قيمة الكهرباء أقل من كلفة الديزل" مبينا أنه يستخدم في باقي فترات اليوم مدفأة الغاز للحفاظ على دفء المكان إذا أوقف المكيف. ويرى أيضا أن استخدام الكهرباء أكثر استدامة وأكثر أمانا لأطفاله مقارنة بمدافئ المحروقات التي يتطلب الحصول عليها أيضا طلب وانتظار سيارة الديزل مثلا أو سيارة الغاز. وتخضع المنازل حاليا لتعرفة مدعومة مقسمة على 3 شرائح وسعر لكل تعرفة وهي من 1 – 300 كيلو واط /ساعة 50 فلسا لكل كيلو واط /ساعة، ومن 301 – 600 كيلو واط /ساعة 100 فلس لكل كيلو واط/ ساعة، وأكثر من 600 كيلو واط /ساعة، 200 فلس لكل كيلو واط /ساعة، وهي الشرائح التي يمكنها الاستفادة من الدعم. وتشمل الفئات المستحقة للدعم نوعين: الأول مباشر يحصل عليه المشترك تلقائيا إذا كان مستحقا للدعم ويخصم مباشرة من فاتورته الشهرية بمقدار 2.5 دينار للمشتركين الذين تتراوح إجمالي استهلاكاتهم ما بين 51-200 كيلو واط ساعة شهرياً، أو 2 دينار لمن تتراوح إجمالي استهلاكاتهم ما بين 201-600 كيلو واط ساعة شهريا. أما النوع الثاني من الدعم فسيكون حسب الاستهلاك وذلك بالتدرج بشرائح التعرفة التي تم تخفيضها من سبع إلى ثلاث شرائح لتشمل من 1-300 كيلو واط ساعة 50 فلسا لكل كيلو واط ساعة شهريا، ومن 301-600 كيلو واط ساعة 100 فلس لكل كيلو واط ساعة شهريا، وأكثر من 600 كيلو واط ساعة 200 فلس لكل كيلو واط ساعة شهريا. سيف ياسر وهو أيضا موظف في القطاع الخاص يبين أنه معتاد منذ سنوات على استخدام أجهزة التكييف للتدفئة لأنها أسرع في التدفئة، كما أن الكلفة بعد التعرفة الجديدة انخفضت عليه حيث كانت تراوح فاتورته الشهرية في الشتاء 260 دينارا أما الآن فهي تقارب 150 دينارا. ويقول أيضا إنه استبدل المكيفات في بيته أجهزة حديثة موفرة للطاقة (انفيرتير) ما ساعد أيضا على تحسين الاستهلاك وتخفيض قيمة الفاتورة. من جهتها، تؤكد الناطق الإعلامي باسم هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن د. تحرير القاق "أن من المهم على المواطنين مراجعة أنماطهم لاستهلاك الكهرباء في منازلهم، وترشيد حجم هذا الاستهلاك لتجنب الدخول في شرائح أعلى، وبالتالي ارتفاع قيم الفواتير". وتشير إلى أن ذروة فصل الشتاء كل عام وتحديدا في شهري كانون أول وكانون الثاني تشهد عادة تزايد شكاوى المشتركين من ارتفاع قيم الفواتير التي تكون ناتجة عن ارتفاع استهلاك الكهرباء المرتبط بتغير النمط الاستهلاكي بتحول الكثيرين إلى التدفئة باستخدام المدافئ والمكيفات عدا عن تشغيل سخانات المياه لفترات طويلة. ومن المتوقع وفقا لشركة الكهرباء الوطنية أن يتراوح الحمل الأقصى للنظام الكهربائي 4150 إلى 4250 ميغاواط خلال شهر كانون الثا