الدوحة - يتواصل العدوان الصهيوني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ أكثر من عام على قطاع غزة ومن بعده على جنوب لبنان، وما يزال نتنياهو عاجزا عن تحقيق أهدافه بإعلان "نصر مطلق" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حزب الله. ورغم حالات "نشوة القوة" التي يمر بها نتنياهو -خصوصا عقب تنفيذ جيش الاحتلال بعض الهجمات الكبيرة والنوعية ضد المقاومة وحاضنتها الشعبية، كاغتيال القادة وتحقيق نجاحات أمنية- فإن هاجس الإخفاق والفشل ما يزال يتلبسه ويسيطر عليه وهو يواجه حقائق على الأرض تعيده إلى نقطة الصفر في كل مرة. وفي ظل المجازر وعمليات القتل والتدمير الممنهج التي يقوم بها جيش الاحتلال تنفيذا لقرارات المستوى السياسي في الاحتلال تبرز تساؤلات عن حقيقة الإنجازات الميدانية التي تحققها المقاومة، لتشكل شوكة في خاصرة نتنياهو تؤرقه وتفسد عليه نشوته. وبعيدا عن الخسائر في السياسة الخارجية المتعلقة بوضع الكيان الصهيوني على الخريطة الدولية وجرها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية يمكن الحديث عن 7 ملفات حققت فيها المقاومة إنجازات ما تزال تداعياتها تؤثر بشكل مباشر على نتنياهو كشخص، فضلا عن أركان حكومته وجيشه والجمهور الصهيوني. ثمن مأساوي باهظ لم يتوقف المحللون الصهاينة منذ بداية الحرب وحتى الآن عن الحديث عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجمهور الصهيوني والعسكريين على السواء، والتي تقدر بآلاف القتلى والجرحى، إذ أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن نحو ألف جندي ينضمون شهريا إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب. وتتحدث تقارير صحفية عن أجواء من التشاؤم تسيطر على المشهد السياسي والمجتمعي، وسط خشية من أن نتنياهو بات "يجر إسرائيل إلى المجهول"، في الوقت الذي تتعرض فيه لضربات من المقاومة في غزة ومن إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن وفصائل المقاومة الإسلامية في العراق. حيفا مثل كريات شمونة شكلت هجمات حزب الله الصاروخية في العمق الصهيوني مسارا جديدا في الصراع، إذ أطلق الحزب شعار "سنجعل حيفا مثل كريات شمونة والمطلة". وسجلت حالة من الرعب في الأوساط الصهيونية في أعقاب استهداف منزل نتنياهو، إذ أكد ديوان رئيس الوزراء الصهيوني أن طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو في قيساريا جنوب حيفا. واعتبرت مصادر عسكرية في الاحتلال أن وصول مسيّرة حزب الله إلى مكان يعيش فيه رئيس الوزراء يعد فشلا ذريعا لأجهزة الأمن. كما حقق الهجوم بمسيّرة انقضاضيه على قاعدة بنيامينا التابعة للواء غولاني في حيفا قبل أيام مفاجأة عسكرية مؤلمة، ووصف الحزب العملية بأنها "نوعية ومركّبة"، إذ تمكنت المسيّرة من اختراق رادارات الدفاع الجوي الصهيوني دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها. عشرات آلاف النازحين تجنبا للضربات الصاروخية من غزة ولبنان فقد لجأت الحكومة الصهيونية إلى إجلاء آلاف الصهاينة من منازلهم، وسجل الكيان لأول مرة في تاريخها عددا قياسيا من النازحين. وحسب صحف عبرية، بلغ عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان 120 ألف نازح، لكن العدد يرتفع إلى نصف مليون نازح، حسب ما أعلنه سابقا الجيش الصهيوني. وسيفاقم وجود هؤلاء النازحين -الذين تتكفل الحكومة بنفقاتهم ومصاريفهم خلال فترة نزوحهم منذ أكثر من عام- المشاكل والأعباء الاقتصادية والمعنوية على حكومة الاحتلال التي استأجرت لهم غرفا فندقية وبيوت ضيافة، كما لجأت إلى إقامة خيام لإيوائهم. مليونا صهيوني في الملاجئ أعادت هجمات المقاومة في جبهتي غزة ولبنان إلى الواجهة مجددا التساؤلات بشأن جاهزية الجبهة الداخلية الصهيونية للهجمات الصاروخية، كما فاقم