عواصم - استشهد عشرات الفلسطينيين في غارات صهيونية على مناطق مختلفة من قطاع غزة، في حين، وسع الجيش الصهيوني امس، من البقعة الجغرافية التي تستهدفها عمليات النسف والحرق للمباني السكنية في محافظة شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية باستشهاد 55 فلسطينيا في غارات للاحتلال على قطاع غزة منذ فجر امس، 45 منهم بشمال القطاع. من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الجيش المحتل "ينفذ أبشع عملية تهجير قسري على الهواء مباشرة وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع". ودعت الحركة إلى تحرك دولي فوري لوقف "جريمة التطهير العرقي والمذابح" التي ينفذها الاحتلال في شمال قطاع غزة. بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إن ما يحصل في شمال قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين هو استكمال لجريمة الإبادة الصهيونية في أبشع صورها وفصولها ووفق شهود عيان، نفذت القوات الصهيونية عمليات نسف وحرق لمنازل ومنشآت مدنية، عند آخر نقطة في محافظة شمالي قطاع غزة والقريبة من شارع "الجلاء" وحي "الشيخ رضوان" ضمن نطاق محافظة غزة. وذكر الشهود أن معظم المناطق التي طالتها عمليات النسف والحرق قريبة جداً من بيوت المواطنين المأهولة الذين رفضوا أوامر الإخلاء الصهيونية منذ بداية العملية العسكرية قبل 18 يوماً. ومنذ نحو 3 أسابيع، يكثف الجيش الاحتلالي مجازره وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وخاصة بمخيم جباليا، حيث يقتل ويدمر ويستهدف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وسط صمت دولي. الى ذلك، دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى هدنة مؤقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة، في وقت يقول فيه مسؤولون صحيون إنهم يعانون من نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا في الهجوم الصهيوني المستمر. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني امس إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيرا إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض. وأضاف لازاريني في بيان على منصة إكس أن "الناس في شمال غزة ينتظرون الموت وحسب، يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة". وتابع "موظفونا يبلغون أنهم لا يستطيعون العثور على طعام أو ماء أو رعاية طبية، ورائحة الموت في كل مكان، حيث تُركت الجثث ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض". وأوضح لازاريني أنه جرى رفض بعثات لإزالة الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية. وتابع "أدعو إلى هدنة على الفور حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمنا". وقال لازاريني إنه طوال العام الماضي من الحرب في غزة بقي بعض موظفي الأونروا في الشمال وعملوا المستحيل لتقديم المساعدة إلى النازحين. وأضاف "أبقينا بعض ملاجئنا مفتوحة رغم القصف العنيف والهجمات (الإسرائيلية) على مبانينا". وكانت الوكالة الأممية طالبت في وقت سابق، في منشور على إكس السلطات الصهيونية بالسماح لها بالوصول إلى شمال غزة بشكل عاجل بهدف تنفيذ عمليات إنقاذ في غزة، بما في ذلك انتشال العالقين تحت الأنقاض. وقال مسؤولون صحيون إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 20 شخصا. وأشار مسؤولون صحيون والدفاع المدني الفلسطيني إلى أن جثث عشرات الأشخاص الذين استشهدوا متناثرة على الطرق وتحت الركام. وأضافوا أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول إلى الجثث بسبب استمرار الضربات الجوية. من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش الموجود حاليا في شمال غزة إن "هناك كثيرا من الجرحى استشهدوا أمامنا، ولم نستطع تقديم أي شيء لهم". وأضاف البرش في بيان "لا توجد لدينا