عمان – في الوقت الذي تشهد فيه معظم القطاعات الاقتصادية تحولا رقميا في أعمالها وخدماتها المقدمة للجمهور، مع اعتمادية وتواجد كبير من قبل الناس على الشبكة العنكبوتية، تتعاظم فوائد التكنولوجيا المالية ومنافعها الاقتصادية والاجتماعية والمصرفية، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في مستقبل الصناعة المصرفية والاقتصاد الرقمي بشكل عام، وفقا لخبراء. وأكد الخبراء أن العلاقة بين التطور التكنولوجي والصناعة المصرفية المحلية أصبحت علاقة وثيقة، عندما أدخلت التكنولوجيا في مراحل عديدة بداية من الأتمتة ثم الرقمنة وصولاً إلى التحول الرقمي في معظم الخدمات المالية المقدمة من القطاع، ومنها خدمات تسديد الفواتير الكترونيا مثل "اي فواتيركم" والمحافظ الإلكترونية "نظام جو مو بي"، ونظام الدفع "كليك"، إلى جانب مجموعة من الأنظمة ذات العلاقة بالتجارة كبطاقات الدفع اللاتلامسية ومنصات التجارة الإلكترونية وغيرها العديد من الأنظمة والخدمات. وأشاروا إلى أن جميع هذه الأنظمة الرقمية شهدت نموا متزايدا في الاستخدام من قبل الأردنيين خلال السنوات الماضية في بلد يقدر فيه عدد مستخدمي الانترنت بأكثر من 10 ملايين، متوقعين لها المزيد من الانتشار والاستخدام لها في السنوات المقبلة. وأكد الخبراء على الدور الكبير للبنك المركزي الأردني في تبني أنظمة الدفع الرقمية، مع ما تقدمه من جملة من المنافع على الاقتصاد، لعل أهمها تعزيز الاشتمال المالي والوصول إلى الفئات المستهدفة كالشباب والنساء والسكان في المناطق البعيدة، وتعزيز مستويات السيولة في الاقتصاد وتسريع دوران النقد في الاقتصاد الذي يعتبر عاملًا حيويًا في أي اقتصاد، وتسهيل حياة الناس وفتح آفاق جديدة للتجارة الإلكترونية وغيرها من الفوائد الاقتصادية. وقال مدير عام جمعية البنوك الأردنية ماهر المحروق لـ"الغد" إنه نظراً لأهمية التكنولوجيا المالية في الصناعة المصرفية فقد أولى البنك المركزي حرصه الشديد لهذه الخدمات وتطويرها في السوق، وذلك ضمن إطار فوائدها الاقتصادية من جانب، ولتعزيز القطاع المصرفي والخدمات المقدمة من جانب آخر، مشيرا إلى أن توجهات البنك المركزي هذه تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي التي ركزت على تعزيز التكنولوجيا المالية وفتح الآفاق لها، وإدماجها في القطاعات الاقتصادية. وأكد المحروق أن أنظمة الدفع الرقمية تسهم في تعزيز التوجهات القطاعية نحو التكنولوجيا، والمساهمة في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي. وأوضح أن أدوات الدفع الرقمي تساهم في تعزيز مستويات السيولة في الاقتصاد وتسريع دوران النقد في الاقتصاد الذي يعتبر عاملًا حيويًا في أي اقتصاد، حيث تشير إلى مدى تكرار تداول الأموال، مسترشدا بأرقام رسمية تظهر أنه تم تنفيذ حوالي 52.6 مليون حركة على نظام اي فواتيركم في عام 2023 بمبلغ إجمالي للحركات وصل إلى حوالي 11.6 مليار دينار. فيما وصلت القيمة الإجمالية للحركات عبر قنوات الإنترنت والموبايل المصرفي إلى قرابة 40 مليار دينار في عام 2023. وقال المحروق إن أدوات الدفع الرقمي تسهم في تعزيز من كفاءة العمليات المالية من خلال تقليل الجهد والوقت اللازمين وإلغاء اشتراط التواجد المكاني للحصول على الخدمات المالية. فقد أصبح العملاء قادرين على إجراء المعاملات المالية في أي مكان وفي أي وقت. وفي هذا الجانب أكد المحروق قائلا: "لا بد من التذكير أن أدوات الدفع الرقمي لم تتطور في جانب المستخدم فقط، بل شهدت أنظمة الدفع والتقاص وأنظمة المدفوعات الكبيرة – وهي أنظمة التعامل بين البنوك والقطاع المالي- لتطورات تكنولوجية كبيرة، فعلى سبيل المثال بلغ عدد أوامر الدفع المنفذة من خلال نظام غرفة