عمان- بمناسبة مرور "43"، عاما على استشهاد المناضل والقيادي الفلسطيني ماجد أبو شرار، أقامت رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس، ندوة بعنوان "أدب وتجربة الشهيد ماجد أبو شرار"، تحدث فيها الكاتب جهاد الرنتيسي وأدارها الكاتب جمال الخطيب. قال جهاد الرنتيسي في ورقته التي جاء بعنوان "سيرة كاشفة لمثقف مختلف": "إن ظاهرة ماجد أبو شرار، وتجربته مع السياسة والأدب، لا تخلو من خصوبة حيث تتيح التقاط ما يكفي من إشاراتٍ تمس جوهر الفرضيات التي تحولت الى مسلمات، ومعالم تؤطر مشهدا مختلفا ما تزال ملامحه غائبة عن المعنيين به"، مبينا أن صورة أبو شرار راوحت ما بين مساهماته في الصحافة الثقافية خلال ستينيات القرن الماضي ودوره في المشهد السياسي الفلسطيني، ويطغى عليها الإيقاع المدوي لاغتياله في مطلع عقد الثمانينيات الذي يكتنفه الكثير من اللبس. وأشار الرنتيسي إلى أن الصحافة الثقافية قدمت لجمهورها قاصا قادرا على إثارة الجدل من خلال مساهماته، مشيرا إلى ما قاله الناقد الفلسطيني صبحي شحروري الذي تحدث عن قصص أبو شرار أن " لديه موهبة ليست موجودة عند غيره"، من قاص في مجلة "الأفق الجديد"، كما تطرق عبدالرحيم عمر لارتباط قصص ماجد بالمجتمع وحرصه على تعريف القراء بشخوصه، وجاء غالب هلسا بعد عشرين عاما، ليشير الى أن الموت الموضوع الأساسي لقصص مجموعة "الخبز المر" التي وصفها بأنها وثائق نفسية واجتماعية، تكشف عن موهبة حقيقية، لم تتح لها ظروفَ حياة القاص أن تبلغ مداها. وأسقط د. عادل الأسطة موضوعات القصص على حياة صاحبها. وأشار المحاضر إلى أن هلسا اعتمد في قراءته على قصص أبو شرار التي قدمها يحيى يخلف، باعتبارها منجز ماجد القصصي ولم تتضمن قصصا أخرى أكثر نضجا من الناحية الفنية، نشرت في المجلة، وتضمنتها مجموعة بعنوان "لا بد أن يعود" التي صدرت بعد عقود، مما حال دون شمول القراءة النقدية لبقية القصص، ومن المرجح تغير التقييم لو توفرت أعداد نسخ المجلة لغالب، حين كتب مقالته في بيروت، لافتا إلى الموهبة التي تحدث عنها شحروري وهلسا رافقتها موهبة أخرى لم يلتفت إليها الذين تناولوا أبو شرار القاص، وهي التقاط مفاصل التجارب الكتابية المثيرة للاهتمام، والاشتباك معها بنصوص نقدية. وقال الرنتيسي: "إن تجربة أبو شرار القصصية ظلت دافعا لتكريس صورة الأديب الذي اختطفته السياسة، ولهذا الدافع مبرراته وأسبابه الوجيهة، من بينها أن آخر قصصه المنشورة تزامنت مع تحضيرات إطلاق حركة فتح التي انتمى إليها خلال عمله في السعودية وصار قائدا فيها"، مبينا أن هامش إبداع أبو شرار الإعلامي اتسع على حساب إبداعاته الأدبية خلال السنوات العشرين التي عاشها بعد ابتعاده عن القصة والنقد، فلم يكن يقبل المبالغة في الإثارة، أو الاستهانة بالحقيقة، التي كان يجنح لها إعلام الفصائل بوعي أو بغير وعي، وعمل على فتح آفاق جديدة في التجربة الإعلامية. كما تناول المحاضر بعض ملامح تجربة أبو شرار الإعلامية التي التقى فيها مع بعض ما أنجزه غسان كنفاني، حين اختار عبارة "كل الحقيقة للجماهير"، شعارا لمجلة الهدف ووضعه إلى جانب "اللوغو" في أعلى الغلاف رغم الطبيعة الحزبية للمجلة، ففي مذكراته يشير الناقد "نزيه أبو نضال"، إلى معارك خاضها ماجد مع ياسر عرفات في وقت مبكر، من أجل إيصال حقيقة ما يجري في خطوط المواجهة وعدم استسهال "الفبركات" والمبالغات في إظهار البطولات وادعاءات تحقيق انتصارات لم تتحقق، حتى لو كان الهدف منها رفع المعنويات وإثارة الحماسة. ورأى الرنتيسي أن الوعي الشعبي كان له حضوره في تجربة أبو شرار على إيجاد آليات النهوض به من خلال استقطاب الشعراء الشعبيين الذين برزو