العقبة- يشكل فوز مدينة العقبة في مسابقة أفضل 100 قصة عالمية من الوجهات الخضراء التي تروي مبادرات ومشاريع مبتكرة وفعالة من وجهات تعمل نحو تطوير سياحة أكثر مسؤولية واستدامة، إحدى ثمار المساعي لتعزيز مكانة المدينة كوجهة سياحية مستدامة. واعتبرت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أن الفوز يعد إنجازا عالميا يضاف إلى سلسلة النجاحات ضمن جهودها لتحقيق الاستدامة البيئية في القطاع السياحي، بتقديمها قصة نوعية مميزة تحاكي "الحطام في الأعماق" كمنتج سياحي فريد ضمن تطوير القطاع السياحي المستدام وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي للمنطقة. وتحكي قصة النجاح عن مواجهة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في العقبة، تحديات كبيرة في إدارة ساحلها القصير على البحر الأحمر؛ حيث كان لزاما عليها أن توازن بين حماية شعابها المرجانية الطبيعية ونظمها البيئية البحرية الهشة، والأضرار المادية التي يسببها الغواصون والقوارب المتزايدة لسياحة الغوص، في وقت قادت فيه السلطة مبادرة رائدة بالتعاون مع شركاء من القطاع الخاص والسكان المحليين، تضمنت الإغراق الإستراتيجي للحطام العسكري لإنشاء شعاب مرجانية اصطناعية، وتخفيف الضغط على الموائل المرجانية الطبيعية. وقال مفوض السياحة والاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حمزة الحاج حسن، إن السلطة تهدف من ذلك إلى تعزيز سياحة الغوص، وتوليد فوائد اقتصادية للمنطقة، وحماية الشعاب المرجانية الطبيعية من المزيد من التدهور، إلى جانب تطويرها حلا شاملا ومبتكرا؛ حيث شملت التدابير الرئيسية التي نفذت كجزء من هذه المبادرة إغراق سلسلة من حطام السفن العسكرية، وإنشاء متحف عسكري تحت الماء، وتنفيذ البرنامج العالمي للزعانف الخضراء للشعاب المرجانية، بالإضافة إلى الموافقة الصارمة وعمليات الرصد لمراكز الغوص. وكانت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، شاركت في العديد من المعارض الدولية في سبيل تحقيق إستراتيجية التسويق والاتصالات لوضع العقبة كوجهة فريدة وعالمية للغوص، وتدرجت خلال الأعوام الماضية في عمليات دقيقة لإغراق حطام السفن؛ حيث تم في العام 1985 إغراق سفينة شحن "سيدار برايد" لإنشاء شعاب مرجانية اصطناعية، وفي العام 1999، تم إضافة طائرة "أي سي 130" إلى مناطق الجذب تحت الماء، وفي العام 2017، بدأت المبادرة بشكل جدي بإغراق مركبة "إم 42 داستر" المضادة للطائرات. إضافة إلى ذلك، تم في العام 2019 الوصول إلى معلم مهم بإغراق 19 قطعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك الدبابات وناقلات القوات وطائرة هليكوبتر، مرتبة في تشكيل قتالي، وفي العام نفسه، تم إغراق طائرة "لوكهيد إل-1011 تريستار"، مما زاد من تعزيز المتحف تحت الماء، بالإضافة إلى إغراق معدات عسكرية إضافية، بما في ذلك المركبات والمعدات الأصغر، لإكمال المشروع، إلى أن وصلت السلطة بشكل إستراتيجي لإنشاء متحف عسكري تحت الماء، مما يوفر مواقع غوص فريدة من نوعها. ووفق الحاج حسن، فإنه وفي العام 2023، اعتمدت السلطة برنامج الزعانف الخضراء العالمي للشعاب المرجانية، وتعزيز ممارسات الغوص المستدامة من خلال التدريب والمبادئ التوجيهية والمراقبة المنتظمة لمشغلي الغوص المحليين، مؤكدا أن السلطة وضعت إجراءات صارمة للموافقة والمراقبة لمراكز الغوص، بما في ذلك عمليات التفتيش المنتظمة وفحص الامتثال، لضمان الالتزام باللوائح البيئية وأفضل الممارسات، وقد ضمنت هذه الجهود المشتركة الإنشاء الناجح للشعاب المرجانية الاصطناعية مع تعزيز السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة البحرية. وبين الخبير الغواص عبد الله المومني، أن الإغراق الإستراتيجي لحطام السفن في العقبة، أ