عمان - تشتد حرب الإبادة والقتل الممنهج في شمال قطاع غزة مع استمرار حصار الاحتلال لآلاف الفلسطينيين ومنع إدخال 3800 شاحنة مساعدات إنسانية وغذائية إليهم. ويتعمد الاحتلال "تجويع" قرابة 400 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 100 ألف طفل، وتدمير عشرات مراكز النزوح والإيواء، لحملهم على التهجير قسراً بعدما فشل بجعلهم يغادرون طوعاً، وظلوا متمسكين بأرضهم. وبغرض تنفيذ "مخطط التهجير والضم"؛ فقد كثف الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي العنيف أمس ضد مناطق عدة في شمال القطاع، مثل بيت لاهيا ومخيم جباليا، عبر شن سلسلة غارات جوية متتالية، تبعها إطلاق النيران من طائرات مسيرة وآليات عدوانية متمركزة في محاور التوغل شمالاً، مما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وتسببت جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يواصل جيش الاحتلال شنها بوتيرة كثيفة منذ شهر تقريباً على شمال القطاع، في استشهاد أكثر من 1800 شهيد فلسطيني وإصابة أربعة آلاف جريح. وعلى مدار شهر كامل يواصل جيش الاحتلال عدواناً برياً وجوياً وبحرياً وبشكل مُركَبٍ ومكثف على محافظة شمال قطاع غزة، ممثلة بالعدوان على جباليا المخيم وجباليا البلد وجباليا النزلة وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون ومحيط هذه المناطق، وفق "المكتب الإعلامي الحكومي" بغزة. ويتعمد الاحتلال استهداف طواقم الدفاع المدني وإخراجها عن الخدمة، وتدمير شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الطرق والشوارع، واستهداف المنازل والمساجد والمؤسسات، وسط عدوان صهيوني همجي ضد المدنيين والأحياء السكنية الآمنة ومراكز النزوح والإيواء، مما أدى لاستشهاد وإصابة وتشريد الآلاف منهم وإجبارهم قسرياً على النُزُوح من أحيائهم السكنية. وقال "المكتب الحكومي" إن "استمرار الاحتلال في مخطط القتل والإبادة والتدمير الشامل والتهجير؛ يُؤكد مساعي الاحتلال الخبيثة بالانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه على غرار ما جرى عام 1948، في ظل ضوء أخضر أميركي لارتكاب المزيد من المذابح والمجازر". ويستخدم الاحتلال سلاح التجويع بمنع وصول الطعام والماء والدواء وحليب الأطفال إلى مناطق شمال قطاع غزة، ومنع إدخال 3800 شاحنة مساعدات وبضائع إليها، وحرمان قرابة 400 ألف فلسطيني، بينهم زهاء 100 ألف طفل، من أبسط متطلبات الحياة الإنسانية الأساسية، وفق "المكتب الحكومي". وطالب، المجتمع الدَولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالقيام بدورها وتقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية والحماية المدنية للمستشفيات والمؤسسات والأحياء السكنية المدنية، في قطاع غزة، وفي محافظة شمال قطاع غزة على وجه التحديد. وأدان ارتكاب الاحتلال "للجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي استهدفت عشرات آلاف المدنيين والأطفال والنساء، وضد الأحياء السكنية والمستشفيات والطواقم الطبية والمساجد والمؤسسات المدنية المختلفة بشكل مُتعمَد ومقصود في محافظة شمال قطاع غزة"، داعياً "دول العالم بإدانتها والتحرك لوقفها". وحمل "الاحتلال والإدارة الأميركية وكل الدول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وضد محافظة شمال قطاع غزة على وجه الخصوص التي تعرضت للإبادة والقتل الممنهج". في الأثناء؛ يواصل جيش الاحتلال قصفه الهمجي ضد المدنيين والمنشآت السكنية المتبقية، وفق تصريح جهاز الدفاع المدني بغزة، الذي أفاد بتعطل خدماته قسراً في كافة مناطق شمال القطاع بفعل الاستهدافات والعدوان المستمر. وأوضح الدفاع المدني، في تصريح أمس، أن آلاف الفلسطينيين باتوا في شمال القطاع بدون رعاية إنسانية وطبية