وادي الاردن– رغم غياب التصدير وتراجع الكميات الموردة من المنتجات الزراعية، لكن أسعار بيع الخضراوات في سوق العارضة المركزي، تعتبر جيدة مقارنة بالمواسم الماضية، اذ يرى مزارعون بان اسعار بيعها تعد الأفضل منذ سنوات، فمعظم الاصناف تباع بأسعار جيدة، واصفين بداية الموسم الزراعي بالمبشرة.
وبحسب مدير سوق العارضة احمد الختالين، فانه بدأ يستقبل منذ فترة وجيزة، باكورة الإنتاج الخضري في وادي الأردن، لافتا الى ان الكميات الحالية ما تزال متواضعة مقارنة بالمواسم الماضية، وقاربت على 100 طن يوميا.
وبين الختالين، أن الكميات الواردة ستشهد ارتفاعا تدريجيا مع بدء الإنتاج الفعلي للمساحات المزروعة، موضحا ان الحركة النشطة دفعت التجار واصحاب الشركات الزراعية لفتح محالهم في السوق، ما سيدفع غالبية المزارعين إلى توريد إنتاجهم، وسيضاعف النشاط التجاري في السوق.
وتابع الختالين، إنه "برغم ان الكميات الحالية لا تمثل الإنتاج الحقيقي في الوادي، لكن البداية الجيدة تشكل دافعا قويا للمزارعين، للمضي قدما بتقديم الرعاية الفضلى لمحاصيلهم"، موضحا "أن استقرار أسعار البيع على مستويات جيدة بالنسبة للمزارع، ستشجع الشركات الزراعية والتجار على تقديم الدعم للمزارعين طوال فترات الموسم".
ويرى أن أسعار البيع الجيدة، مردها انتهاء معظم الانتاج في المناطق الشفوية وقلة الإنتاج الغوري وجودته، مقارنة بالمناطق الاخرى، متوقعا استقرار أسعار البيع على مستويات جيدة بالنسبة للمزارعين مع انخفاض درجات الحرارة الفترة المقبلة.
وأبدى مزارعون تفاؤلهم من البداية الجيدة لأسعار البيع في السوق، ما سيمنحهم الفرصة لتعويض خسائر المواسم الماضية وسداد أجزاء من ديونهم، مشيرين إلى أن ارتفاع الكميات مع بدء الإنتاج الفعلي في الوادي، سيجذب التجار والمصدرين للسوق، ويؤدي لتحسن الأسعار.
ويؤكد المزارع نواش اليازجين أن 20 % من الأراضي المجهزة للزراعة فقط هي ما ينتج حاليا، في حين أن معظم المزارعين فضلوا تأخير زراعة أراضيهم لفترة لاحقة، في ظل الأوضاع الأمنية وإغلاق طرق التصدير للأسواق الخارجية، مضيفا أن هذا الأمر يعلل سبب ارتفاع أسعار الخضراوات في السوق.
ويأمل استمرار وتيرة الأسعار لأطول فترة ممكنة، ليتسنى للمزارع الاستفادة قبل ارتفاع الإنتاج الغوري الى مستويات، قد تعيده الى سكة الخسائر في ظل انعدام حركة التصدير للاسواق الخارجية، موضحا أن الأسابيع المقبلة تشكل طوق نجاة للمزارعين الذين استطاعوا زراعة أراضيهم، وحافزا لبقية المزارعين لزراعة أراضيهم للاستفادة من الأسعار الجيدة.
وكشف المزارع وليد الفقير، أن المؤشرات تدل على أن أسعار المنتوجات الزراعية ستشهد تحسنا ملحوظا مع بداية الموسم الحالي، بخاصة وأن الموسم الشفوي قارب على الانتهاء، مشيرا إلى أن وجود مساحات كبيرة مخصصة للزراعات التعاقدية، سيبقي على الكميات الموردة للأسواق المركزية ضمن حدود متوسطة، ما سيؤدي لاستقرار أسعار البيع على مستويات جيدة بالنسبة للمزارع.
ويأمل أن يسهم ارتفاع الكميات في الأسابيع المقبلة، مع بدء الإنتاج الفعلي في الوادي، بجذب التجار والمصدرين للسوق، ما سيحسن الأسعار الفترة المقبلة، موضحا أن تأخر الموسم الزراعي الغوري جاء نتيجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها المزارع، لعدم توافر السيولة وامتناع الشركات عن دعمه، وصعوبات أخرى كنقص الأيدي العاملة، ما أدى لتراجع الكميات المنتجة لمستويات أقل بكثير من المواسم الماضية.