عمان- أكد محللون عسكريون وسياسيون، أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته أول من أمس للمنطقة الشمالية العسكرية يعكس صلابة الأردن ومواقفه الراسخة في مواجهة التحديات الإقليمية المتغيرة، ورسالة قوية، بأن ما تشهده المنطقة من تصعيد، لن يؤثر سلبا على استقرار المملكة ومنعتها، ويؤكد أهمية دور القوات المسلحة في هذا المجال. وبينوا أن صلابة الموقف الأردني في مواجهة التحديات، يصب في المحصلة النهائية في دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم المشروعة، واستمرار إيصال المساعدات الإنسانية، وتقديم الرعاية الصحية عبر مستشفيات الخدمات الطبية الملكية في قطاع غزة والضفة الغربية. وشددوا على أن القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، هي درع الوطن وسياجه الحامي، وتحمل على عاتقها مسؤوليات جسام، في زمن تتشابك فيه التحديات وتتسارع فيه الأحداث، إذ سطّرت بدماء أبطالها تاريخا زاخرا بالبطولات والمآثر، وتحركت في أوقات السلم والحرب لتؤكد التزام الأردن بحماية الأمة والدفاع عن قضاياها العادلة. مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة قال إن زيارة جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي إلى المنطقة العسكرية الشمالية، تأتي في وقت مليء بالتحديات، ويقع على عاتقها واجب كبير في تأمين الحدود الشمالية، والاستعداد لمواجهة أي تهديد للوطن من أي جهة كانت. وقال إن جلالته عندما وصف نشامى الجيش العربي بأصحاب العقيدة الصحيحة والعزيمة، تأكيد ملكي بأنهم يتمتعون بكفاءة وقدرة على القيام بواجباتهم، واستعدادهم للذود عن الوطن ومنع كل من تسوّل له نفسه المساس به، ما يبعث على الشعور بالراحة والاطمئنان. ولفت الخوالدة إلى أن الرسالة الأهم في حديث جلالته، أن كل الظروف والفوضى التي تعم الإقليم لن تؤثر على الأردن، وهي رسالة اطمئنان للشعب الأردني في ظل الكثير من التكهنات، حول مآلات ونتائج الحرب على غزة ولبنان. وأضاف، أن الأردن راسخ وثابت وقوي بشعبه وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية، مبينا أن جلالة الملك أعاد التأكيد على قدرة الأردن واستمراره قويًا، وأن ذلك عنصر قوة للأشقاء الفلسطينيين كذلك. وأكد إن الأردن مستمر في دعم صمود الأهل في غزة والضفة رغم كل التحديات، من خلال الرعاية الصحية عبر مستشفيات الخدمات الطبية الملكية، والاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة لهم في قطاع غزة والضفة الغربية. بدوره، قال اللواء المتقاعد والمحلل الإستراتيجي الدكتور المهندس هشام خريسات، إن دولا وأطرافا في المنطقة تسعى الى جر الأردن إلى الصراعات الدائرة في الإقليم، مؤكداً أن الأردن دولة ذات سيادة وقادر على حماية حدوده وأمنه ضد أي محاولات بائسة لزعزعة استقراره، أو اختلاق الأكاذيب والأحداث الوهمية. وأكد أن الأردن دوما ملتزم بضبط حدوده رغم امتدادها الواسع، فهي كانت وستبقى منضبطة بفضل يقظة وجاهزية القوات المسلحة، وما يرافق ذلك من جهود للدبلوماسية الأردنية الدؤوبة في كل المحافل الدولية، بما يحمي الأردن ومصالحه ويخدم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويحافظ على استقرار المنطقة. وأوضح أن أي محاولة لزج الأردن في صراعات جانبية، لن تؤثر فقط عليه، بل ستؤثر أيضاً على أهلنا في فلسطين، ما قد يعرقل تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية التي يقدمها الأردن عبر هيئاته الإغاثية المختلفة. وأضاف أن الأردن يتمتع بحكمة ونظرة استشرافية سياسية يقودها جلالة الملك، مؤكداً أن قرارات الأردن نابعة من حصافة سياسية تحول دون إدخاله في أي صراعات غير محسوبة العواقب ومبنية على العواطف. وأكد أن القوا