عمان- بعودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، يرى مراقبون أن فوزه في الانتخابات يشكل حدثا ذا أهمية إستراتيجية لدول العالم والمنطقة تحديدا، ما يتطلب متابعة دقيقة لتوجهاته وقراءتها بشكل معمق من قبل صناع السياسات في المنطقة.
وفاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة، بحصوله على 277 صوتا مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وتزامن فوز ترامب بالرئاسة مع فوز الجمهوريين في انتخابات مجلس الشيوخ، ما عزز من سيطرته وحزبه على المشهد السياسي في أميركا، رغم المحطات اللافتة التي مر بها منذ خسارته أمام الرئيس السابق جوزيف بايدن عام 2020 من محاولات اغتيال وتهم قضائية وغيرها تشكل دراما أميركية بامتياز.
وقال مراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن الديمقراطيين خلال سباق الرئاسة قدموا الأيدولوجيا والرغبات العقائدية أكثر مما قدموا عملا سياسيا براجماتيا، وهو ما لم يخطئ فيه الجمهوريون، حيث حاولوا تعويض الولايات المتأرجحة واكتساحها بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، يقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا، "إنه منذ الصراع الروسي الأوكراني، إلى تدمير غزة والصراع في مضيق تايوان، إلى طهران، وبكين وموسكو، انتظر العالم من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث شكل فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، نقطة أساسية في تحديد التأثير المتوقع على مستقبل القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، لأنه اهتم كثيرا بهذه المسائل في فترة رئاسته الأولى للبيت الأبيض.
وأوضح الخريشا أن فوز ترامب هو حدث ذو أهمية إستراتيجية لدول العالم والمنطقة تحديدا، ما يتطلب متابعة دقيقة لتوجهاته وقراءتها بشكل معمق من قبل صناع السياسات في المنطقة.
وتابع: "من المتوقع أن يستكمل ترامب بعد وصوله إلى الرئاسة، قطار التطبيع الذي بدأه في الولاية الأولى، إذ يشير دائما إلى أنه حقق ،حينما كان في منصب الرئيس، إنجازا دبلوماسيا كبيرا، حينما رعت إدارته تطبيع أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، إلى جانب إعلانه بأنه سيلتزم بسياسة التشديد والضغط، التي كان يتبعها ضد إيران، وتخللها انسحابه من الاتفاق النووي مع طهران."
ورجح أن يواصل ترامب فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بالنمط نفسه الذي اتبعه في الولاية الرئاسية الأولى، لكن ذلك لا يعني الوصول إلى حرب شاملة، إذ ألمح إلى أنه ينوي التوصل إلى اتفاق مع طهران، لكن بشروطه هو.
واستكمل: "السؤال الأهم، هل سيشكل فوز ترامب عاملا لإنهاء حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة؟ أم دافعا لاستكمال قادة الاحتلال مخططات التهجير وفرض البنود التي لم يستطع تحقيقها من "صفقة القرن" في ولايته الأولى؟"
وأثار نجاح دونالد ترامب في رهانه بالعودة إلى البيت الأبيض مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم، إذ تعد عودة المرشح الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
من جهته، يقول المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة: "تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العديد من الملفات التي تستوجب حلا في المنطقة، لا سيما في ظل الصراع المتصاعد في كل من غزة ولبنان، إذ تحتاج المنطقة التي تعاني من تحديات أمنية وسياسية معقدة، إلى استثمارات دبلوماسية وجهود تنسيق دولية لضمان الاستقرار."
وأضاف الحجاحجة: "ومع بلوغ حرب الاحتلال على غزة عامها الأول، وفتح جبهة جديدة في لبنان، وظهور تصعيد مباشر وشيك بين إسرائيل وإيران، يأمل الجميع أن يتبنى الرئيس الأميركي