عمان – يسعى مركز متخصص لإعادة التدوير الى جعل الأردن لاعبًا رائدًا في الإدارة المستدامة للبطاريات المستهلكة للسيارات الكهربائية، من خلال إنشاء نظام بيئي قوي لإدارتها وتدويرها، وعبر البحث التطبيقي، والتعاون بين مختلف الجهات المعنية. ويهدف المركز، الذي أعلن عن إطلاقه أول من أمس، إلى أن يكون محفزًا للممارسات المستدامة، مع التركيز على البحث والابتكار، والشراكات لدفع مبادرات الاقتصاد الدائري في الأردن والمنطقة المحيطة. ويقدر عدد بطاريات السيارات الكهربائية في المملكة بأكثر من 130 ألفا، والتي تشكل تحديا حول أهمية تطوير البنية التحتية للتخلص المستدام من البطاريات المستهلكة لهذه المركبات، ومعالجتها بعد انتهاء عمرها الافتراضي. ويتألف الهيكل التنظيمي لمركز التدوير (C-Hub)، الذي أطلقته الجامعة الألمانية الأردنية (GJU)، بالتعاون مع جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة، من اتحاد يضم مجلسا استشاريا يتألف من خبراء في المجالات الفنية والقانونية والسياسية، وممثلين عن القطاع الخاص والمستثمرين، وفق مديرته د.فدوى دبابنة. ويركز عمل المركز على أربعة مجالات، أحدها يتعلق بجذب الاستثمارات من خلال وضع السياسة الكفيلة بذلك، وتوفير البيانات، ووضع خريطة بأصحاب المصلحة المحتملين، وتطوير المهارات، ونقل المعرفة الفنية، بحسب قولها. وأما المجال الثاني فيقوم على عملية التطوير والتخطيط التقني القائم على الأدلة، عبر البحث عن أفضل الممارسات، وتطوير أدلة السلامة، وعقد جلسات التدريب والتوعية للميكانيكيين، وأخرى مماثلة للمهندسين الجدد في المستقبل، كما ذكرت دبابنة لـ"الغد". وفي المجال الثالث، سيجري العمل على رسم خريطة لرحلة البطارية، والتصميم المطلوب لمركز التجميع، وكيف يمكن تتبع البيانات الخاصة بها، لمعرفة كيفية تجميعها ومعالجتها في الأردن، بحسبها. وسينشأ المركز المدعوم من الحكومة الألمانية عبر مشروع تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية (GAIN)، الذي تنفذه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، داخل حرم الجامعة الألمانية الأردنية، والذي يسعى إلى تأسيس شراكات شاملة مع القطاع الخاص، ودعم الحكومة من خلال تقديم المشورة السياسية القائمة على الأدلة. ويؤدي التخلص غير السليم من بطاريات السيارات الكهربائية إلى مخاطر بيئية، من بينها زيادة تكلفة التدهور البيئي، وإطلاق المواد الكيميائية الضارة ومخاطر الحرائق المحتمل، في وقت قد تدخل فيه مواد مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل إلى مجرى النفايات. وأكد مدير مديرية التغير المناخي في وزارة البيئة، خلال حفل الإطلاق أول من أمس، الذي حضره أكثر من 80 ممثلًا من القطاعين العام والخاص م. بلال الشقارين "أن المركز يعد علامة فارقة في التحول الأخضر في الأردن". وتحدث رئيس الجامعة الألمانية الأردنية د. علاء دين الحلحولي حول أهمية المركز، وكيف تعتبر الجامعة كياناً مثالياً لجمع مختلف الأطراف معاً وتعزيز التعاون المشترك. وأكد "أن الجامعة تلعب دوراً حيوياً في تطوير المهارات التقنية، وبناء القدرات اللازمة لتحقيق الاستدامة، كما وتسهم في نقل الأبحاث والتطوير، والابتكار من السياق الأكاديمي إلى التطبيقات العملية، مما يعود بالفائدة على المجتمع". وسيلعب المركز دوراً كبيراً في تشجيع استثمارات القطاع الخاص، ودعم الحكومة الأردنية في توجيه سياسات مؤثرة لفتح هذه الإمكانيات الهائلة، وفق ما أكده ممثل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في الأردن سايمون فلوهت. وفي رأي رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة، عضو مجلس أمناء الجامعة الألمانية د. دريد محاسنة، "فإن إطلاق ال