عمّان - يعرض المجلس الوطني لشؤون الأسرة في العاصمة الكولومبية بوغوتا اليوم وغدا، تجربة المملكة في مجال إنهاء العنف ضد الأطفال، وذلك خلال المؤتمر الوزاري العالمي، الأول من نوعه، وتستمر أعماله ليومين، فيما كان الأردن قد انضم في العام 2021 إلى مبادرة إنهاء العنف ضد الأطفال كدولة رائدة عبر التزام علني ورسمي. وينعقد المؤتمر للمرة الأولى على المستوى الوزاري، بمشاركة دول العالم، وبدعوة من حكومة كولومبيا والسويد وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المعني بالعنف ضد الأطفال ومنظمة الصحة العالمية. وسيعمل المؤتمر على دفع عجلة التغيير في السياسات، وحشد الموارد، وإظهار أن منع العنف أمر ممكن عالميا، إذ يتوقع بأن تقدم الدول المشاركة أولويات والتزامات جديدة في مجال إنهاء العنف ضد الأطفال، لتسريع الالتزام بالهدف 16.2 من أهداف التنمية المستدامة SDGs بحلول العام 2030. وقد أطلقت المبادرة العالمية في العام 2016، وانضم إليها حتى اليوم 38 دولة، أعلنت كل منها الالتزام بـ5 التزامات رئيسة، هي: تعيين نقطة اتصال حكومية رفيعة المستوى لقيادة العملية داخليا، وتمثلت أردنيا بالمجلس الوطني لشؤون الأسرة، ودعم مجموعات أصحاب المصلحة في مجال إنهاء العنف ضد الأطفال، وجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالعنف ضد الأطفال، وتطوير خطة عمل وطنية قائمة على الأدلة ومحددة التكاليف لمكافحة العنف ضد الأطفال والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بين 3 إلى 5 أعوام، بالإضافة إلى التشاور مع الأطفال والالتزام بمعايير الشراكة لمشاركتهم. وتعتمد الأطر المرجعية للمؤتمر، على تبني أولويات جديدة أو التزامات، قائمة على 7 إستراتيجيات هي: تنفيذ السياسات والقوانين ذات الصلة في مجال إنهاء العنف ضد الأطفال، ومنع استغلالهم والاتجار بهم وتعذيبهم، وسائر أشكال العنف المرتكب ضدهم، وإستراتيجية تحقيق الأعراف والقيم، وإستراتيجية دعم الوالدين ومقدمي الرعاية، وإستراتيجية خدمات الدعم والاستجابة للعنف، والتعزيز الاقتصادي، وتعزيز التعليم والمهارات الحياتية، وتعزيز البيئة الآمنة. وبحسب المعلومات الواردة من المجلس الوطني، فسيصار إلى عرض مجموعة من الأولويات الوطنية الجديدة في المؤتمر والإعلان عنها، لتصبح بمنزلة الالتزامات الجديد، كذلك عرض قصص نجاح حول جهود المملكة في هذا المجال. وشكّل إطلاق الأردن دراسة "وطنية" منهجية حول العنف ضد الأطفال في العام 2020 بالتعاون مع "اليونيسف" للمرة الأولى، نقطة انطلاق أساسية لتعزيز جهود المملكة في هذه المجال، بحيث أظهرت الدراسة أن 74.6 % مـن الأطفـال فـي العينة الوطنية فـي الفئة العمرية بين 8 و17 عاما، قد تعرضــوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف الجسدي فـي حياتهـم، وأن 55.2 % من الأطفال من ذوي الإعاقة في الفئة العمرية ذاتها، قد تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف الجسدي في حياتهم. وبينت الدراسة في حينه، أن معـدل ممارسـة مقدمـي الرعايـة للعنـف علـى أطفالهـم، منخفـض لدى اصحاب الأعمار المبكـرة، ولكنه يسـتمر بالارتفاع ليصـل الـذروة في الفئـة العمرية بين 9 و14 عامـا، ومـن ثـم يعـود للاخفاض نسبيا فـي الفئـة العمريـة الأكبر. وكان المجلس الوطني، نظم ورشة تحضيرية للمؤتمر في آب (أغسطس) المنصرم، عقد فيها سلسلة حوارات ونقاش للتوافق على هذه الأولويات الوطنية، وقد عرضت في المؤتمر مسودة أولية لخطة العمل الوطنية محددة التكاليف لـ5 اعوام، وفق نهج شمولي متكامل ومتعددة القطاعات.