على الرغم من أن دخول فصل الشتاء يثير الشعور الإيجابي لدى فئة كبيرة من المواطنين بعد أشهر من حرّ الصيف، إلا أن قدوم الأمطار والسيول تستلزم تحوّطا من الكثيرين بخاصة القاطنين في المناطق الريفية أو التي تتّسم بضعف بالبنية التحتية. ومؤخرا، لقيت طفلة حتفها غرقا في سيل في محافظة البلقاء، ناهيك عن حوادث السير، وهو ما يعيد التساؤلات للأذهان حول سبل الوقاية من هذه الحوادث. وفي هذا السياق، قال عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس هيئة المكاتب الهندسية م.عبدالله غوشة، إن حوادث عدة حدثت مباشرة مع أولى المنخفضات المطرية على الرغم من بساطتها. وأضاف غوشة في تصريح لـ"الغد"، أنه من ضمن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، هناك موضوع الفيضانات حيث إنه جرّاء التغير المناخي عالميا، أصبح هناك العديد من المتغيرات التي أصبحت تنعكس بالضرورة على المدن والمناطق الحضرية. وتابع "كل ذلك أدى لوجود العديد من الإشكاليات التي تؤثر على حياة المواطنين". وبين أن من المهم في هذا المجال تقليل الإجراءات أو الجوانب السلبية من هذه الكوارث واتخاذ خطوات استباقية ضرورية للحفاظ على سلامة المجتمع وتوفير الحماية له عبر تحسين كفاءة أداء شبكات التصريف. وشدد غوشة على أن هناك موضوع التكتيف العمراني وانحسار جزء كبير من المساحات الخضراء والأودية، وبالتالي فإن معدلات جريان المياه في الأودية أصبح جراء وجود كميات كبيرة من الخرسانة والأبنية والشوارع وعدم كفاءة شبكات التصريف أدى لزيادة معدلات الفيضانات. ولفت إلى أن التحوّط الهندسي في الأردن، كان عبر قانون تنظيم المدن والقرى، مبينا أن هنالك مواد تمنع وجود المشاريع بمسارات الأودية والمناطق المعرّضة للسيول والفيضانات، إضافة لصدور كود جديد العام الماضي يسمى "كود الهيدرولوجي". وأوضح غوشة أن هذا الكود جاء مستندًا إلى أنه عند تصميم المنشآت يجب الأخذ بعين الاعتبار موضوع تصريف مياه الأمطار وإدارة وتقييم مخاطر الفيضانات، للحد من تأثير السيول على المباني بحيث يمكّن ذلك من الكشف على المنشآة المعرّضة لخطر الفيضانات والواقعة في مجاري الأودية والسيول وحمايتها. وشدّد رئيس هيئة المكاتب على ضرورة الصيانة الدورية للبنية التحتية سواء كانت للشوارع أو للعبارات أو لقنوات تصريف المياه. وبين أن عدم الصيانة التي تكلف قيمتها أحيانا 10 % من كلفة أي إنشاء للبناء، يؤدي للتلف وبالتالي الحاجة لإعادة البناء من جديد. وقال غوشة إن هنالك العديد من الطرق الحديثة فيما يتعلق بالبنية التحتية وعمليات الوقاية من تقليل سريان المياه في الأودية والتي تؤدي لتقليل نسب الفيضانات، علما بأن موضوع البنية التحتية دوما هو الأساس لنجاح أي مدينة، سواء عبر نوعية الطرق أو نوعية تمديدات شبكات الكهرباء وشبكات المياه والصرف الصحي وما إلى ذلك. وأكد غوشة أنه من هنا تأتي أهمية المراقبة المستمرة للبنية التحتية سواء الطرق أو المجاري أو العبارات لزيادة العمر الافتراضي لها.