عمان– استجابة لمبادرة مترابطة المناخ واللاجئين التي كان أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر الأطراف "كوب 27" عام 2022، تستعد بريطانيا والأردن لإطلاق برنامج "جاهز" لبناء قدرة المجتمعات المستضيفة للاجئين على التكيف مع التداعيات المُناخية. وسيتم إطلاق برنامج جاهز (JAHIZ) في قمة المُناخ "كوب 29"، التي ستنطلق أعمالها يوم الاثنين القادم في أذربيجان، والذي يهدف لبناء قدرة تلك الفئات عبر الحد من مخاطر الكوارث وتبني الحلول القائمة على الطبيعة، والتي تدمج أنظمة المعلومات المحلية للطقس والمناخ. وكانت بريطانيا من بين الدول الأولى الداعمة مبادرة مترابطة المناخ واللاجئين، التي تقدم بها الأردن لإعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي، والتي حظيت بدعم أكثر من 60 دولة منذ اطلاقها. وتهدف المبادرة لـ "لفت انتباه المجتمع الدولي لتأثيرات تغير المُناخ، إذ تدعو المنظمات الدولية وصناديق المناخ لإعطاء الأولوية للبلدان المضيفة للاجئين في المناطق الساخنة مُناخياً من حيث إنشاء، أو زيادة الدعم المالي والتقني المقدم لها، وبناء قدراتها". وتسلط المبادرة الضوء على البلدان المضيفة للاجئين، والتي تعاني بشكل غير متناسب من آثار التغييرات المُناخية، إذ يؤدي هذا التأثير المركب لزيادة الضغط على الموارد الطبيعية والبيئة والبنية التحتية، ويؤثر سلبا على مرونة هذه البلدان وقدراتها على التكيف مع أزمة المُناخ ويعتمد نموذج برنامج جاهز (JAHIZ)، الذي حصلت "الـغد" على نسخة منه، على توفير الأدلة عبر قيادة حلول قابلة للتطوير داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودعم قضية تعزيز تمويل المُناخ من أجل التكيف والمرونة. وكل ذلك سيساهم بتعزيز الاستثمارات الإنسانية والإنمائية بشكل أوسع، وعبر التمويلات المُناخية، وآليات التمويل الأخرى. وسعت بريطانيا لتصميم برنامج جديد يهدف لتحقيق فوائد متعددة، مع إعادة شكل وطريقة عمل البرامج الانسانية، والمُناخية، والتطوير. وعبر مواقع تجريبية سيظهر تطبيق البرنامج كيف تمتلك المجتمعات المضيفة للاجئين القدرة على الصمود في مواجهة تأثير الظروف المناخية القاسية، بحد ما ورد في تفاصيل البرنامج. ويسعى البرنامج لتبني إستراتيجيات للتوسع في نهج الحد من مخاطر الكوارث الشاملة القائمة على المجتمع، مع الحلول المعتمدة على الطبيعة، وصولاً إلى تعبئة التمويل الإضافي للمُناخ. وحددت ستة مبادئ لهذا البرنامج من بينها مبدأ الملكية الوطنية والمحلية المشتركة، والذي جرى تصميمه بالتعاون مع المؤسسات الوطنية الحكومية وغير الحكومية، مع اتخاذ إجراءات تكفل الاستثمار والتنفيذ المشتركين. ويؤثر اللاجئين والمجتمعات المضيفة على مسارهم الخاص بالمنعة المناخية، عبر تعزيز المساءلة الاجتماعية، وتغيير الحواجز الاجتماعية، لدفع خطط المجتمع وإجراءاته نحو ممارسات تهدف إلى احداث تغيير مستدام. ويستخدم "جاهز" الأدلة التي تثبت نجاح التدخلات المحلية ذات الصلة، والمناسبة للسياق المحلي، مع الموازنة بين الخبرة العملية والفنية والأولويات، في وقت سيجري فيه العمل على إجراء تحليل مستمر لمراحل التنفيذ، لإضافة المزيد من المعلومات المعرفية المتعلقة بالمرونة المناخية للاجئين والمجتمعات المضيفة. ويهدف البرنامج لبناء شراكات تعتمد على قدرة المؤسسات من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص على إيجاد الحلول، وقيادة عملية التنفيذ، والاستفادة من المعرفة والخبرة المحلية، والوصول إلى تحقيق تأثيرات مستدامة. ويعترف مشروع جاهز بالتقدم الكبير والنجاح المحقق في تنفيذ أنظمة المخاطر المناخية، والمنعة المناخية للمجتمعات