عمان- على عكس ما دار 2016، عندما حقق الرئيس دونالد ترامب فوزا انتخابيا مفاجئا مع خسارته التصويت الشعبي، سيذهب هذه المرة إلى واشنطن قادرا على المطالبة بتفويض واسع، بعد أن شكل خلال السنوات الأربع الماضية وهو خارج السلطة الحزب الجمهوري على صورته، وخلق حركة بدت وكأنها تتعزز مع كل اتهام، كما سيبدأ فترة ولايته الثانية متحررا من كثير من القيود بعد حملة بدا فيها كأنه يتحدى الجميع. وبحسب مراقبين، فإن ترامب فاز فوزا كبيرا، كما فاز حزبه بمقاعد مجلس الشيوخ، واحتفظ بسيطرته على مجلس النواب، لذلك قال: "لقد منحتنا أميركا تفويضا قويا وغير مسبوق، سأحكم بشعار بسيط: الوعود التي قطعتها سأفي بها". ويتوجه ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في الوقت الذي اشتعلت فيه حروب في منطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يكون ترامب أقل حذرا. وفي هذا الإطار، يقول النائب الأسبق الدكتور هايل الودعان الدعجة، إنه "ربما يكون من الصعب الحكم على شخصية مزاجية متقلبة كشخصية ترامب حول ما إذا كان سيلتزم بوعوده والتزاماته التي ساقته للعودة مرة ثانية إلى الرئاسة أم لا، وهل هي وعود أم انتقام؟ وفي الوقت نفسه قد تكون الإشكاليات والأزمات والانقسامات الاجتماعية والسياسية الأميركية التي تسبب بحدوثها خلال فترة حكمه الأولى وحتى عندما خسر الانتخابات السابقة، من الأمور التي ربما سيستفيد منها في تجربته الحالية". وتابع الدعجة: "مع ذلك، يمكن القول أيضا بأنها وعود والتزامات سيسعى إلى تنفيذها، كموضوع الحد من الهجرة غير الشرعية إلى بلاده ممن وصفهم بالمجرمين، وفرض تعرفة جمركية على الواردات الصينية والأوروبية حماية للصناعة الأميركية، وتوفير فرص عمل، تماهيا مع شعاره لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وكذلك موضوع الإجهاض". وأضاف: "لربما أيضا يعمل على إعادة تشكيل المؤسسات القضائية والأمنية، باختيار شخصيات من حزبه ومن مقربين له، إذ يعتبر أن هذه المؤسسات، إلى جانب بعض الشخصيات السياسية الأميركية، سبب الأزمات والاتهامات التي وجهت له وأحرجته". وزاد: "أما دوليا، فلربما يعيد حساباته من موقفه من الناتو الذي كان يعتبر أنه قد عفا عليه الزمن، وقد يسعى بالاتفاق مع أطراف أوروبية إلى إعادة تنظيمه وزيادة الإنفاق الأوروبي على هذه المؤسسة العسكرية، وبالنسبة إلى حرب غزة، فلربما يلجأ إلى إنهائها دون أن يطالب الكيان الصهيوني بأي تنازلات أو تراجع عما حققه فيها، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية ولكونه عراب صفقة القرن، فالخشية من ذهابه بعيدا في تنفيذها وصولا إلى تصفيتها عبر تصفية "الأونروا"، أو تشجيع سياسة الاستيطان والاعتراف بالسيطرة الصهيونية على الضفة الغربية". واستكمل: "أما بخصوص الملف النووي الإيراني، فقد يضاعف من محاصرة إيران وزيادة الضغوطات والعقوبات عليها، ولربما استهداف منشآتها النووية". من جهته، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات: "أصبح يمتلك ترامب بحكم فترته الرئاسية الأولى خبرة أكبر في المنطقة، والأرجح أنه سيستمع إلى تقييمات الأجهزة الاستخبارية الأمنية الأميركية وتقارير الدبلوماسيين، وهذا قد يجعله يتقارب في بعض السلوكيات من إدارة بايدن وقد يختلف". وتوقع الشنيكات أن يكون لترامب موقفان من الحرب، الأول من الحرب مع لبنان، وهو وقفها، وهذا ما ظهر منه خلال حملته الانتخابية، مبينا أن مواقف ترامب قد تكون مؤيدة للشروط الإسرائيلية لوقف الحرب، المتمثلة بعودة المستوطنين إلى الشمال وإخلاء منطقة جنوب الليطاني من قوات حزب الله، وتجريد الحزب من السلاح ونشر قوات لبنانية ودولية على الحدود، بالإضافة إلى تعزيز قوات اليونيفل، وربم