القدس المحتلة - أعطت المستشارة القانونية للحكومة الصهيونية غالي بهراف مياره، في 8 تشرين الثاني(نوفمبر) الحالي، الضوء الأخضر للسلطات المعنية للتحقيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضايا تسريب وتزوير وتغيير بروتوكلات تخدم مصالح الأخير وتثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وينص القانون الصهيوني على أنه لا يمكن فتح تحقيق ضد رئيس الوزراء إلا إذا صدقت على ذلك المستشارة القضائية للحكومة.
4 تحقيقات
وبحسب هيئة البث الصهيونية الرسمية، تجري السلطات تحقيقات في 4 قضايا مرتبطة بمكتب نتنياهو. وثمة تحقيق آخر يواجهه رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وهو مقرب من نتنياهو.
التحقيق الأول والأهم يتعلق بسرقة معلومات من الجيش وتحريفها وتسريبها لوسائل إعلام أجنبية؛ بهدف التأثير على الرأي العام بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة. وضمن هذا التحقيق تم اعتقال 5 أشخاص، بينهم مستشار في مكتب نتنياهو وضابط كبير.
فمع تصاعد الاحتجاجات في الكيان الصهيوني من أجل الضغط عليه للموافقة على إبرام صفقة تبادل الأسرى، سرب نتنياهو لصحيفتي "بيلد" الألمانية و"جويش كرونيكل" البريطانية بشكل انتقائي عبر مكتبه وثائق حصل عليها الجيش الصهيوني من غزة، مع تحريف محتواها من خلال الادعاء بأنها تعود لقائد "حماس" الراحل يحيى السنوار.
وهذه التسريبات التي تدعي أن "حماس" لا تريد صفقة تبادل وتسعى لتهريب الأسرى عبر محور "فيلادلفيا" الحدودي مع مصر، استند إليها نتنياهو في 2 أيلول(سبتمبر) الماضي لتبرير اجتياح رفح جنوب قطاع غزة، ورفض مطالب عقد صفقة تبادل.
ويتعلق التحقيق الثاني بمحاولة تغيير محتوى وثائق بشأن تلقي إنذارات مبكرة قبل أحداث 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023، للتأثير على أي تحقيق رسمي بشأن الإخفاقات الأمنية في ذلك اليوم.
والتحقيق الثالث يتعلق بمساعي مسؤولين بمكتب نتنياهو لابتزاز ضابط رفيع بفيديو مخجل وقع بين أيديهم مقابل الحصول على معلومات سرية.
والتحقيق الرابع يتعلق بشريط فيديو لوزير الدفاع السابق يوآف غالانت يوثق منعه على يد الحراس من دخول ديوان نتنياهو بعد اندلاع الحرب بأيام.
في سياق متصل، يجري التحقيق مع رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بشبهة تلقي رشوة بقيمة 10 آلاف شيكل (2677 دولارا) مقابل خطاب توصية. وهو مقرب من نتنياهو ومحسوب على محيطه.
تاريخ مع التسريبات
هذه التحقيقات تثير الاهتمام بـ"تاريخ نتنياهو الحافل بالتسريبات"، كما ذكر المحلل السياسي روعي روبنشتاين في مقال نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، في 8 تشرين الثاني(نوفمبر) الحالي.
في مقاله، قال روبنشتاين إن مؤيدي نتنياهو ومعارضيه يتفقون على أنه "غير أمين على الأسرار"، واستشهد على صحة ما يقول بوقائع تسريب معلومات ووثائق للأخير سواء عندما كان رئيسا للوزراء أو زعيما للمعارضة، أو حتى عضوا بالكنيست فقط. وأشار روبنشتاين في هذا الصدد إلى أن أحد أشهر وقائع تسريب المعلومات التي تورط فيها نتنياهو كانت عام 2007، حينما كان زعيما للمعارضة.
إذ اعترف نتنياهو وقتها بأن الكيان الصهيوني هاجم منشآت نووية سورية، وهنأ رئيس الوزراء حينئذ إيهود أولمرت على هذا الهجوم، مخاطرا بانتهاك "سياسة الغموض" التي اتبعتها تل أبيب حيال هذه الملفات التي تصفها دوما بالسرية.
أكبر مسرب بإسرائيل
وفي مقال نشره بصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الخاصة في 15 شباط(فبراير) 2024، وصف المحلل السياسي يوآف ليمور نتنياهو بأنه "أكبر مسرِّب في إسرائيل".
ومدللا على صحة توصيفه، استشهد ليمور بتسريب نتنياهو وثيقة تناولت إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع سور