عمان – فيما يشارك الأردن في الدراسة الدولية لتقييم الطلبة "بيزا"، والتي ستعقد في نيسان (إبريل) المقبل، أكد خبراء في التربية على ضرورة تحسين المشاركة في هذا الاختبار عن طريق الاستفادة من الممارسات الفضلى لدول حققت مراتب متقدمة فيه، بالإضافة لتوعية الميدان التربوي بأهمية المشاركة في الاختبارات الدولية، وتدريب المعلمين عبر مشرفي القياس والتقويم في وزارة التربية والتعليم.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن اختبار "بيزا" يقيس قدرة الطلبة على توظيف المعارف والمهارات التي اكتسبوها في مباحث الرياضيات والعلوم والقراءة، وحل المشكلات الحياتية التي يواجهونها، داعين لتوعية الطلبة بأهمية هذه الاختبارات والتعامل معها بجدية، وتطوير طرائق تعلم في مدارس ما تزال تعتمد على الحفظ والتلقين.
وكانت الوزارة، عقدت مؤخرا بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية لقاء تنسيقيا لمديريات التربية والتعليم بمحافظة المفرق، لرفع درجة الاستعداد والجاهزية للمشاركة في اختبارات بيزا الدولية، موضحة في بيان لها، أن هذا اللقاء يأتي ضمن استعداداتها للمشاركة في "بيزا"، الذي سيعقد في نيسان (إبريل) العام المقبل، لقياس مهارات الطلبة المعرفية القائمة على التفكير، بغض النظر عن مستوياتهم الدراسية في مباحث الرياضيات والعلوم والقرائية.
وأوضح البيان، أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه، إذ ستنفذ زيارات ميدانية لمديريات التربية كافة، لافتا إلى المشاركين بحثوا تعزيز الجاهزية للاختبار، والخطة العامة للاستعداد له، مؤكدين أهمية تكثيف الجهود للارتقاء بمستوى الطلبة، وتحقيق أفضل النتائج.
الخبير التربوي محمود المساد قال إن البرنامج الدولي المعروف باسم (PISA)، يهدف لقياس أداء الأنظمة التربوية في عدة دول بالعالم؛ بناءً على طلبها، إذ يجري دراسات تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كل 3 أعوام، ويهدف لقياس مهارات الطلبة المعرفية بعمر الـ15 عاما، أي بما يعادل الصف الـ9 الأساسي، بغض النظر عن مستوياتهم الدراسية في مباحث الرياضيات، والعلوم، والقرائية.
وبين المساد، أن المقارنات بين ما تتطلبه هذه الاختبارات الدولية على تمكن الطلبة من مهارات التفكير وتحليل المعرفة ونقدها والاستخلاص منها وإنتاجها ونشرها، وفلسفة التعليم والتعلم التي تمارس ميدانيا على كتب مدرسية محشوة بكم هائل من المعلومات، ويطلب من الطلبة حفظها والإجابة عن أسئلة مغلقة، لا تحقق تفاعلا ولا تحرك اندماجا أو تعلما في المواقف الصفية، ومن ثم استعادة هذه المعلومات عبر اختبارات مدرسية أسبوعية وشهرية ونصف فصلية وفصلية.
وأشار إلى أن نتائج اختبارات "بيزا" الدولية السنوية، تنغمس الجهات المعنية بتحليل نتائجها وتدارسها، وتحديد ما لم يتمكن الطلبة من الإجابة عنه وضعفهم في مهارات: الحياة، والتفكير، وتحليل المشكلات ونقدها، واقتراح حلول لها.
وأوضح المساد أن النتائج التي حققها الطلبة في الدورة الاختبارية للعام 2018 كانت في: العلوم 429، والرياضيات 400، واللغة العربية 419، ثم تراجعت النتائج في الدورة الاختبارية الأخيرة للعام 2022، إذ حصل طلبتنا على: 375 في العلوم، و361 في الرياضيات، و342 في اللغة العربية.
وأشار إلى "أن ترتيبنا العالمي للعام 2018 الإجمالي وصل لـ56 من بين 79 دولة، شاركت في الاختبارات، في حين بلغ ترتيبنا 75 في اختبارات العام 2022 من أصل 81 دولة مشاركة، أي أننا في ذيل القائمة، ومن بين الدول العشرة الأخيرة الأسوأ في العالم".
وأكد المساد، أن الحل يكمن في التحول الحقيقي نحو التعلم النوعي القائم على التفكير والتفكير الإبداعي، ومعالجة المعرفة بالتحليل وال