م. فادي سوداح عمان- تعمل التقنيات الجديدة والتغيرات التكنولوجية السريعة (Emerging Technology) على إحداث ثورة في القطاع المصرفي. تهدف الاستثمارات اللازمة إلى ضمان تحقيق مزايا إستراتيجية للبنوك، ويتطلب النجاح اتباع نهج منظم ومنهجية واضحة. تمتلك التقنيات الجديدة، مثل تكنولوجيا البلوكشين (Blockchain) والذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative Artificial Intelligence - AI) على وجه الخصوص، القدرة على إحداث تغييرات جذرية في نماذج الأعمال لدى البنوك والمؤسسات المالية. تسهم روبوتات الدردشة (Chatbot) المعتمدة على نماذج اللغة الكبيرة (Large Language Model - LLM) في تقديم خدمة عملاء أكثر تخصيصا وتساعد على زيادة معدل الخدمة الذاتية بشكل كبير. في إدارة الأصول، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي استعراض التقارير السوقية والميزانيات وتقارير الأعمال بكفاءة واستنتاج الاتجاهات منها. وفقا لتحليل الإحصاءات الحديثة، سيكون مقدمو الخدمات المالية من بين أبرز مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي بحلول العام 2028. في العام 2020، قُدر حجم سوق تكنولوجيا البلوكشين (Blockchain) العالمي بمبلغ 3.67 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 82.4 % من العام 2021 إلى العام 2028. ومع ذلك، تواجه البنوك حاليا، وخاصة المديرين الماليين (Chief Financial Officers - CFOs)، تحدي تقييم استثمارات التكنولوجيا بسرعة وفعالية لضمان مزايا تنافسية استراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكيد على عنصر الحماية، الذي يشير إلى قدرة الأنظمة على العمل بكفاءة وفق التوقعات، والدفاع عن نفسها ضد الهجمات والأخطاء والتهديدات غير المتوقعة. الاستثمارات التكنولوجية: يجب على البنوك توحيد الأهداف المالية والاستراتيجية في عملية منظمة عند القيام بالاستثمارات التكنولوجية الضرورية. تساعد الرسوم البيانية المرئية المسؤولين في استيعاب ربحية حالات الاستخدام المختارة بنظرة سريعة. يمثل العائد على الاستثمار (Return on Investment - ROI) أداة تقليدية ومثبتة تستخدم لاتخاذ قرارات استراتيجية حول تخصيص ميزانيات التكنولوجيا، ويقيس ربحية الاستثمارات التكنولوجية في مجالات زيادة الإيرادات، خفض التكاليف، وتخفيف المخاطر. إلى جانب الأثر المالي الكبير واستعداد التنفيذ العالي، يعد مؤشرا رئيسيا لحالات الاستخدام الجذابة. تحليل النهج: يتطلب النجاح نهجا منظما يهدف إلى مواءمة الأهداف المالية والاستراتيجية خطوة بخطوة. يشمل ذلك تحليل نضج التكنولوجيا في المؤسسة المالية، اختيار حالات الاستخدام ذات فرص النجاح الواقعية، التقييم المالي للاستثمارات، وتحديد أولويات المشاريع. من خلال هذا النهج، يمكن للمؤسسات توجيه الموارد بفعالية نحو المشاريع الأكثر أهمية لتحقيق أقصى استفادة من الفرص الاستراتيجية. مستوى النضج: يجب على المؤسسات المالية استخدام نموذج نضج لتحديد موقعها الحالي من الناحية التكنولوجية وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. من خلال تحليل موضوعي لمجالات متعددة، مثل التقارير المالية وإدارة المخاطر والتكنولوجيا والاستثمارات، يمكن تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. على سبيل المثال، قد تدرك المؤسسة أنها تتمتع بمستوى نضج منخفض في مجالي التكنولوجيا والاستثمارات، ومن ثم تستهدف تحقيق مستوى متوسط خلال السنوات المقبلة. في الوقت نفسه، يمكن أن تسعى إلى تحسين مجالات، مثل التقارير المالية وإدارة المخاطر من خلال استثمارات في التكنولوجيا، مما يعزز مستوى النضج للمؤسسة ككل. يتيح هذا النهج استثمار الأموال بشكل هادف في المجالات التي تحتاج إلى أكبر قدر