عمان- أكد أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية، الدكتور برق الضمور، أن الأردن يسعى أن يكون مزودا غذائيا للإقليم، بحكم موقعه الجغرافي المتوسط وتجربته الناجحة في توفير الغذاء، حيث تم إنجاز مشروع "المستوعبات" لتخزين القمح والشعير والأعلاف التي طورها الديوان الملكي الهاشمي، والقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي كمخازن غير إسمنتية، وهو ما يتيح التوسع بها لتخزين كميات من المخزون الغذائي الإستراتيجي وبما يكفي حاجة الأردن، وتصدير المنتج الزائد عن الحاجة إلى دول الجوار. جاء ذلك خلال إطلاق مشروع التمكين الاقتصادي وتعزيز الأمن الغذائي والمائي من خلال تنفيذ المشاريع الزراعية المستدامة" في منطقة الأغوار، الذي نظمته المجموعة العربية لحماية الطبيعة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أمس، والذي رعاه الدكتور الضمور مندوبا عن وزيرة التنمية الاجتماعية. وقال الضمور إن الأردن واجه منذ ما يزيد على عقدين تحديات متعلقة بالأمن الغذائي والتغير المناخي وأزمات اللجوء، مؤكدا أن جلالة الملك عبدالله الثاني استشرف خطورة هذه التحديات وجعل من التركيز عليها أولوية وطنية. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية تقدم الأردن إلى مرحلة الحلول المستدامة، بالتشارك والتكاتف بين جميع الأطراف من خلال تطوير آليات البحث العلمي واستصلاح الأراضي الزراعية، ودعم وتحفيز المزارعين لتحقيق وترسيخ الاعتماد على الذات، وتحسين معززات الأمن الغذائي مع مراعاة التحديات. وبين أن من الأهداف المرجوة من هذا المشروع زيادة الرقعة الخضراء المنتجة وتحسين الموارد المائية والحد من الفاقد المائي والتمكين الاقتصادي، وتعزيز الأمن الغذائي، فضلا عن تحسين إدارة فائض المنتجات الزراعية ورفع قيمته الاقتصادية ومكافحة التغير المناخي ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية الزراعة والتطوع. من جهتها، أكدت رئيسة "العربية لحماية الطبيعة" رزان زعيتر أننا بحاجة إلى العدالة في توزيع الغذاء، والوصول إلى موارد إنتاج، لأن الأنظمة الغذائية في العالم النامي لا تدعم المزارع الصغير، مشيرة إلى أنه لا يمكن للجهود الفردية أن تحقق السيادة الغذائية لأنها نتاج شراكة حقيقية بين المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص. وبحسب زعيتر، بلغت مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي نحو 5.6 %، حيث انخفضت بشكل حاد عما كانت عليه في خمسينيات القرن الماضي، إذ كانت تبلغ مساهمتها في حينها، نحو 40 % تقريبا. وطالبت زعيتر بالعمل على مواجهة المشاكل الغذائية في الأردن، المتزامنة مع التحديات البيئية وقلة المياه والتغير المناخي والزحف العمراني، والتي تؤدي إلى هجرة العاملين في الزراعة وصعوبة وصول المزارعين الصغار إلى الموارد من أرض وبذور ومدخلات. بدوره، قال مدير مكتب الهيئة الخيرية الهاشمية الإسلامية في الأردن مصطفى العواد إن المرحلة الثانية من المشروع تركز على دعم صغار المزارعين في الأغوار، مؤكدا أن الاستثمار في هؤلاء المزارعين هو استثمار في مستقبل الزراعة والأمن الغذائي، وخطوة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وأضاف إن ذلك يتطلب التعاون والتكاتف بين جميع القطاعات، بما يعزز من قدرات المزارعين ويزودهم بالموارد الضرورية لزيادة إنتاجهم ودخلهم، وتحسين مستوى معيشتهم. وأضاف العواد أنه وانطلاقًا من رؤيتنا الإستراتيجية التي تمتد إلى 2026، نفذت الهيئة الخيرية خلال عام 2023 نحو 864 مشروعًا نوعيًا في المجالات التعليمية والصحية والتنموية والثقافية في 52 دولة، واضعةً شعار "اترك أثرًا" هدفًا لعامنا هذا، حيث نسعى لإحداث تأثير إنساني وتنموي مستدام وواسع النطاق، يعود بالنفع على العديد من الأفر