غزة- في ظل كذب الاحتلال ومراوغته، وادعائه أنه لا يعيق وصول المساعدات الإنسانية، وأبرزها الغذاء، وفي ظل تواطؤ أميركي يكتفي بتبريرات الاحتلال، يعيش الفلسطينيون في شمال غزة أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم المدعي بالحضارة وحقوق الإنسان.
فلا مجلس أمن ولا أمم متحدة قادرة على لجم عدوان الاحتلال المتواصل ليل نهار على المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع، وكل مناشدات العالم لم تشفع لأطفال غزة بالحصول على وجبة غذاء تقي أجسادهم الضعيفة من السقوط في براثن الجوع.
ويقول رامي الحمادين الموجود مع عائلته بمركز إيواء في بيت حانون، إن المنظمات الدولية وجيش الاحتلال يحاولون إسقاط تهمة التجويع عنهم بمساعدات لا تكفي عددا قليلا من الأشخاص
ويضيف في الوقت الذي دخلت فيه مساعدات محدودة جدا كان جيش الاحتلال يقصف ويدمر ويقتل الأبرياء شمال قطاع غزة.
فلسطيني آخر يتواجد وهو أيوب المصري المتواجد حاليا في بلدة بيت حانون، قال إن السماح بإدخال مساعدات محدودة قد يكون خلفه نوايا خبيثة من الاحتلال لتنفيذ مخطط تم سابقاً الحديث حوله، مضيفا "سمعنا من إعلام عبري أن الاحتلال سيعمل على تقسيم شمال القطاع إلى مناطق صغيرة ويتعامل مع كل منطقة على حدة".
من جهته يقول الناطق باسم جهاز "الدفاع المدني" في القطاع محمود بصل، إن 80 ألف فلسطيني ما يزالون في مناطق شمال قطاع غزة يعانون الجوع والعطش ويقتلون في منازلهم، مضيفا الأكاذيب الأميركية والضغط المزعوم الذي تدعي الولايات المتحدة ممارسته على الاحتلال، ما هو إلا محاولة لرفع تهمة المشاركة بالإبادة.
وقال إن المساعدات التي وصلت بيت حانون لا تساوي شيئاً أمام حاجة الفلسطينيين الفعلية هناك.
وقال إن شبح المجاعة يخيّم على محافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة جماعية يرتكبها الاحتلال، وتطهير عرقي منذ 5 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي متزامن مع حصار عسكري مطبق يمنع دخول إمدادات الطعام والمياه إليها.
ولأكثر من مرة، حاولت مؤسسات دولية إدخال مساعدات إغاثية إنسانية وطبية إلى المحافظة المحاصرة والتي فقدت في غضون شهر واحد أكثر من 1800 فلسطيني بينما نزح منها أكثر من 100 ألف آخرين، إلا أن جيش الاحتلال منع ذلك.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تقرير نشره في 5 الشهر الحالي إن إسرائيل منعت "لمدة قاربت شهرًا، جميع المحاولات التي بذلتها المنظمات الإنسانية من أجل إرسال المواد الغذائية إلى السكان في المناطق المحاصرة بمحافظة شمال غزة".
وبحسب تقديرات "أوتشا"، فقد نزح على مدار 4 أسابيع فقط نحو 100 ألف فلسطيني من محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة، فيما ظل نحو 75 ألفا إلى 95 ألفا في أماكنهم.
ووسط منعه إدخال المساعدات، تعمد الجيش استهداف ما تبقى في المحافظة من بنى تحتية وآبار للمياه ومستشفيات، لتحويلها إلى منطقة غير صالحة للحياة.
وجراء تلك السياسات، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، قبل نحو أسبوع، محافظة الشمال منطقة منكوبة، وذلك بالتزامن مع اشتداد قصف الاحتلال الذي يستهدف منازل مأهولة بفلسطينيين ونازحين يتضورون جوعا وعطشا.
وقبل أيام، تواترت تحذيرات أممية ودولية من إعلان المجاعة رسميا في محافظة الشمال.
وعقب تلك التحذيرات، تخوفت دولة الاحتلال من فرض عقوبات عليها، وفق ما كشفته هيئة البث نقلا عن مصادر داخل الكيان المحتل، بعد صدور التقرير الأممي عن التدهور الخطير في توزيع الغذاء شمال قطاع غزة، نتيجة العملية العسكرية هناك".
والجمعة الماضي، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC" (فريق من كبار الخبراء الدوليين