سلسلة التعيينات التي أعلن عنها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يجب أن تقلق كل من مستقبل دولة إسرائيل أمام ناظريه. فالتأييد لمشروع الاستيطان وضم المناطق على سكانها ليس موقفا مؤيدا لإسرائيل. فمنذ اللحظة الأولى، هدد مشروع الاستيطان بتوسيع دولة إسرائيل. والآن، مع إدارة أميركية مؤيدة للاستيطان، مؤيدة لضم المناطق بملايين سكانها، سيتسارع العد التنازلي لإسرائيل كدولة ديمقراطية.
وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش قال: "إن انتصار ترامب في الانتخابات للرئاسة الأميركية هو فرصة". 2025 سيكون عام السيادة في يهودا والسامرة"، قال. وبالفعل تعيينات ترامب تبدو كتحقيق الحلم الكبير لوزير المناطق: عضو الكونغرس مايكل بايتس سيتعين في منصب مستشار الأمن القومي، السناتور ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية، عضو الكونغرس اليس ستفانيك سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الافنجيلي ومحب الضم مايك هاكبي سيكون سفيرا في إسرائيل، بيت هاكست، مقدم البرامج في "فوكس نيوز" المقرب من هاكابي والمعروف في علاقاته الوثيقة مع اليمين في إسرائيل مرشح لمنصب وزير الدفاع.
عندما لا يكون ممكنا التمييز بين سموتريتش والسفير الأميركي – هذا خطير لإسرائيل. "لا يوجد شيء هو الضفة الغربية، هذه يهودا والسامرة. مثلما لا توجد مستوطنات، بل تجمعات أهلية. كما أنه لا يوجد شيء يسمى "الاحتلال"، قال هاكبي في العام 2017". للإسرائيليين الذين يتطلعون للعيش في دولة لا تحكم شعبا آخر ولا يكون فيها حكم ابرتهايد – تعيين شخص كهاكبي ينذر بالشر.
سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية لم ينتظروا ترامب كي يواصلوا ضم المناطق بطريقة السلامي وتهيئة التربة للاحتلال والاستيطان في قطاع غزة أيضا. سلب الأراضي ودحر الفلسطينيين لم يتوقفا للحظة. حكومة اليمين على الكامل تهدم عن قصد الاقتصاد الفلسطيني كي تدفع إلى انهياره، وفقا لرؤية سموتريتش وبتشجيع من نتنياهو، في الطريق إلى الضم.
كما أن قانون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الذي يحظر نشاطها وهي الوكالة التابعة للأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في إسرائيل يستهدف الضم. بالتوازي، منذ سنة وجرافات الجيش الإسرائيلي تهيئ التربة في قطاع غزة لبقاء طويل المدى للجيش واستيعاب جموع المستوطنين.
الضم معناه، أنه سيشمل أكثر من 5 ملايين فلسطيني في داخل إسرائيل الموسعة، تحويل دولة إسرائيل إلى دولة "أبرتهايد" (فصل عنصري) بشكل كامل، وبصورتين رسمية وعلنية، التخلي عن كون إسرائيل جزءا من أسرة الدول الديمقراطية، وخطر أمني متزايد.
الفرح في اليمين بتعيين مؤيدي الضم في المواقع العليا في الإدارة الأميركية، يدل على أن "الانبعاث" حسب نتنياهو، هو الترحيل في قطاع غزة ودولة "ابرتهايد" في الضفة الغربية.