عمان- فيما أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وسيطرة الولايات المتحدة عليه، جدلاً واسعًا، رأى مراقبون أن هذه التصريحات تؤسس لمرحلة مقبلة صعبة عنوانها الرئيس فوضى سياسية واقتصادية تخدم إسرائيل بالدرجة الأولى، فضلا عن كونها وصفة للإرهاب والعدوان وانعدام الاستقرار في المنطقة، وتشكل جريمة حرب مكتملة الأركان. وفيما حظيت التصريحات بشأن قطاع غزة، ترحيبا من قبل رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته، أثارت في المقابل، استياء شديدا لدى الدول العربية والمجتمع الدولي. وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد: إن مخرجات اللقاء الثنائي بين ترامب ونتنياهو الذي جرى أمس، يمكن وصفها بأنها نتاج لحالة فوضى في المنطقة تخدم الاحتلال بالدرجة الأولى، وتجسد راديكالية القرار اليميني الأميركي الإسرائيلي المشترك برؤية واحدة نحو تفكيك وإعادة تركيب ملفات المنطقة. وأشار أبو زيد إلى أن ترامب بقراراته التنفيذية التي أصدرها أمس عقب لقاء نتنياهو، رفع حدة الصراع على حساب تقليص مدة الصراع، الأمر الذي يمكن وصفه بمحاولة متعجلة لحل أزمات المنطقة، بدلا من إدارتها، بما يتناغم مع رؤية أميركية صهيونية مشتركة دون أي حساب للمصالح الأميركية مع دول الإقليم أو حتى العالم. وأضاف، إن نتنياهو أول شخصية تلتقي ترامب، وتم إعطاء أهمية كبيرة للزيارة وصلت حد أن يقيم نتنياهو في (بلير هاوس) وهو بيت الضيافة الذي يستقبل فيه كبار قيادات العالم عند لقاء الرئيس الأميركي. ثنائية ترامب نتنياهو وحسب أبو زيد لم يذهب نتنياهو إلى واشنطن لرسم السياسات مع ترامب، بل لمعاينة ما يريده ترامب وما لا يريده، خصوصاً في ظل وجود تباينات بين الجانبين حول العديد من القضايا، وأبرزها قضية قطاع غزة. وأضاف إن "خبراء يؤكدون على أن الدول ستصبح أكثر حذرا في تعاملها مع الولايات المتحدة، وتبدأ في البحث عن بدائل إستراتيجية لضمان مصالحها الاقتصادية والسياسية تخدم بالدرجة الأولى إسرائيل فقط، وتخرج نتنياهو من مأزق الخسائر في غزة، كما تؤطر لأدبيات صهيونية يحاول اليمين تجسيدها بالقوة العسكرية، من خلال أدوات أعاد نتنياهو تشكيلها في المشهد السياسي الصهيوني الداخلي من خلال التعيينات الأخيرة التي قام بها، مثل تعيين وزير الشؤون السياسية دريمر رئيسا للوفد المفاوض حول غزة." وزاد: "كما تم تعيين الجنرال إيال زامير رئيسا للأركان، وكلاهما من مدرسة سموتريتش اليمينية، ما يعني أن نتنياهو انتقل من مرحلة الحلول الأمنية إلى مرحلة الحلول السياسية ضمن أدبيات صهيونية تحاول تثبيت مقولة أول رئيس وزراء لإسرائيل بن غوريون الذي سوّق مفهوم أكبر قدر ممكن من الأرض وأقل قدر ممكن من العرب." وحول ارتدادات قرارات ترامب نتنياهو بشأن غزة، أشار أبو زيد إلى أن العامل الرئيس في معادلة التهجير والتغيير في المعادلة الديموغرافية والجغرافية في غزة هو شعب غزة الذي لغاية الآن يرفض كل عمليات الهندسة الجغرافية والديموغرافية الأميركية الصهيونية، ما يعني أن الضغوطات التي تمارس لغاية الآن تسوق لفكرة هي بالأساس مرفوضة من المتأثر الأساسي وهم الفلسطينيون أنفسهم. إيران هدف مشترك وحول تأثيرات قرارات ترامب على الصين وكندا والمكسيك وروسيا وإيران، قال أبو زيد: "يبدو أن أكثر المتضررين أمنيا هي إيران، وقد تصل انعكاسات قرارات الثنائي ترامب نتنياهو لدرجة إسقاط النظام في طهران، لكن الطرفين على ما يبدو يختلفان على الأدوات والوسائل لتحقيق ذلك، فبينما تسعى إسرائيل إلى تولي واشنطن المهمة ضد إيران، سواء بالضغط العسكري أو الاقتصادي