عمان- عاما بعد عام، يحتفي الأردنيون بفخر في هذا اليوم، مستذكرين تولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية. وفي هذا العام، يأتي الاحتفاء وسط تفاعلات اجتماعية، سياسية، واقتصادية تتطلب المزيد من التكاتف والانتماء، ليكون الجميع درعا يحمي الوطن ويسهم في نهضته. في السابع من شباط عام 1999، اختلطت المشاعر بين وداع القائد الباني، المغفور له الملك الحسين بن طلال، والتطلع إلى المستقبل مع تولي جلالة الملك عبد الله الثاني مقاليد الحكم. يومها، وقف الأردنيون رجالا ونساء وشبابا خلف قيادتهم، عاقدين العزم على تجاوز التحديات التي فرضتها الظروف الإقليمية، والاستمرار في مسيرة البناء والازدهار والتقدم بتوجيهات ملكية حكيمة. وبحكم موقعه الجغرافي والديمغرافي، ودوره المحوري في المنطقة، يتطلب الأردن اليوم تكاتف جميع أبنائه ليبقى وطن المعرفة والإنسانية، حاضنا لطموحات شبابه، قائما على مبدأ تكافؤ الفرص، ومحققا تطلعات الأجيال الجديدة بأن يكونوا فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم. فرغم شح الموارد وارتفاع معدلات البطالة، تبقى الإرادة الوطنية والتوجيهات الملكية ركيزة أساسية لمواصلة مسيرة الازدهار. الملك ودعم الشباب أولى جلالة الملك عبد الله الثاني اهتماما كبيرا بالشباب، حيث يحرص على الالتقاء بهم دائما، سواء من خلال مشاركته في فعالياتهم المختلفة، أو عبر إشراكهم في زياراته ومشاركاته الدولية، ليكونوا صوت الأردن في المحافل العالمية، يعبرون عن آرائهم الوطنية، الاقتصادية، والاجتماعية، وكل ما من شأنه الارتقاء بالوطن. إلى جانب ذلك، يحرص جلالته على التواجد بين الشباب في أعمالهم التطوعية ومبادراتهم الوطنية الفاعلة، مؤمنا بأن العطاء للوطن هو جزء من الهوية والانتماء. وقد جسد ذلك بمشاركته شخصيا في بعض هذه المبادرات ودعمها، ليؤكد أن كل جهد، مهما كان بسيطا، يصب في بناء الوطن ورفعته. وكان حضور جلالته بين الشباب داخل الحافلة خلال إحدى الفعاليات رسالة واضحة بأن العمل التطوعي قيمة عظيمة، لا ينتظر القائمون عليه مقابلا سوى حبهم للأردن والمساهمة في تطوره. ولطالما خاطب الملك الشباب بأبهى عبارات الفخر والأبوة، مؤكدا ثقته بهم، كما قال لهم في أحد اللقاءات: "أنتم السلاح والذخيرة على الأرض، أنتم الجنود، وأشعر بطاقة إيجابية وبأننا بخير عندما أجلس مع الشباب وألمس الجدية والطموح لديهم. فأنتم ترفعون معنوياتي، وفخور بالأفكار التي أسمعها منكم، وسيتم متابعتها". كما شدد جلالته دوما على أهمية دور الشباب في الحاضر والمستقبل، معبرا عن أمله الكبير فيهم، حيث قال مخاطبا مجموعة منهم خلال أحد اللقاءات؛ "أملي بالجيل الجديد". وفقا للعديد من الدراسات الديمغرافية، يعد الأردن مجتمعا شابا، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة وفاعلة، ذات تأثير محلي وإقليمي وعالمي. ويجمع المختصون في قضايا وشؤون الشباب على أن هذه الفئة هي المحرك الرئيس لتنمية المجتمعات وتحصينها، خاصة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي أصبح ساحة مفتوحة للإبداع والمساهمة الفعالة. وقد أثبت الشباب، خلال العقدين الماضيين، قدرته على تحقيق إنجازات نوعية في هذا المجال، حتى بات نموذجا يحتذى به في كل مكان. من هنا، جاء اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بالشباب وتطلعاته، عبر متابعته المستمرة للمشاريع الريادية التي يقودونها، لا سيما في القطاع التكنولوجي. فقد حرص جلالته على زيارة الشباب العاملين في هذا المجال، ودعم مشاريعهم الريادية، الاقتصادية، والتنموية، التي تسهم في تطوير قطاعات متعددة، مؤكدا أهمية توفير البنية التحتية التي تمكنهم من تطوير مهاراتهم والنهوض داخل مؤ