عمان– في ظل التغيرات والتحولات في أشكال التعليم والتطورات التكنولوجية، تزداد أهمية أدوار القيادة المدرسية في إدارة هذه التغيرات وتوجيهها نحو تحسين جودة التعليم. وبينما تلعب القيادة المدرسية دورا جوهريا في تحقيق الرؤية والأهداف التربوية للمؤسسة التعليمية وتطوير الخطط الإستراتيجية والتدريسية المراعية للاحتياجات المختلفة للطلبة، أكد خبراء تربويون أن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي وتحسين جودته. وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد" أن أدوار القيادات المدرسية، في ضوء التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، لا بد أن تتغير لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات. المدرسة هي الأساس وفي هذا الصدد، قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو غزلة إن القيادة المدرسية هي الأداة الرئيسة والفاعلة في تحقيق أهداف النظام التعليمي؛ لأن المدرسة تشكل المحور الأساس لتنفيذ سياسات النظام التعليمي، وهي بيئة التعلم التي يتم فيها ترسيخ القيم والتمكين من المعارف ومهارات التفكير والاتصال وحل المشكلات، علاوة على تنمية المهارات الأكاديمية وإعداد الطلبة للحياة المهنية والأكاديمية المستقبلية التي أصبحت تتطلب تعليما نوعيا ومهارات متنوعة. وأكد أبو غزلة أن أهمية القيادة المدرسية تكمن في الربط بين المهارات والمعارف الأكاديمية والحياتية واحتياجات المجتمع؛ لذا فهي حجر الزاوية في بناء النظام التعليمي الذي يعد الموارد البشرية للمساهمة في التنمية الشمولية للدولة. وأضاف إنه في ظل التطورات التكنولوجية والتغيرات في أشكال التعليم، والمهارات المتقدمة المطلوبة في احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، فإن أدوار القيادات المدرسية لا بد أن تتغير في ضوء هذه التطورات لتكون أكثر فاعلية للاستجابة لهذه التطورات، وتوجيه المدرسة نحو التكيف مع هذه التغيرات وتحقيق أقصى استفادة منها، ما يعني ضرورة توفير قيادات مدرسية تمارس أدوارا جديدة ومتعددة، ومؤهلة قادرة على فهم احتياجات المتعلمين، وتعزيز مشاركتهم وتفاعلهم في العملية التعليمية. وبين أبو غزلة أن التحولات والتطورات التكنولوجية المتلاحقة فرضت أشكالا مختلفة من التعليم، الأمر الذي يتطلب تغيرا في أدوار القيادات المدرسية الذين يتولون إدارة وتوجيه العمليات التعليمية والإدارية في المدرسة؛ لضمان الاستجابة لهذه التغيرات، ووفقا لطبيعة الدور والمهام والمستوى الإداري والقيادي لكل فرد من القيادات المدرسية. وتابع أبو غزلة إن القيادة المدرسية لم تعد تقتصر على مدير المدرسة، بل تعدت ذلك إلى أن جميع المعنيين في المدرسة هم قادة، ولكل منهم دور قيادي في تحقيق أهداف التعليم من المساعدين الفنيين والإداريين، والمعلمين الخبراء ومعلمي المواد وحتى الطلبة ومقدمي الدعم التعليمي والمشرفين التربويين الإداريين للمدارس أو المتخصصين، وحتى الطلبة، إضافة إلى مدير المدرسة، فجميعهم قيادات مدرسية معنيون جميعا برسم السياسات التعليمية بمستوياتها المختلفة، والمشاركة في إعداد الخطط الإستراتيجية والتنفيذية لتحقيق أهداف النظام التعليمي. وأوضح أبو غزلة إن أدوارهم متعددة، وتتمثل في دراسة ومراجعة تطوير المناهج لتواكب احتياجات الطلبة وسوق العمل، وتقديم التغذية الراجعة للمعنيين حولها، وتوظيف الأساليب التدريسية المتطورة والتقنيات الحديثة، وتطوير إستراتيجيات وأساليب التقويم لأداء المعلمين والطلبة وتحليل أداءاتهم، وتطوير الخطط اللازمة لتطويرها، وتوفير التدريب المستمر للمعلمين حتى يكون