عمان - في وقت تشهد الضفة الغربية فيه تصعيدا عسكريا للاحتلال بتكثيف عمليات المقاومة، وآخرها ما زعم الاحتلال بأنه استهداف فلسطيني لحافلات في تل أبيب، يرى مراقبون بأن التصعيد بالضفة، يصب في تنفيذ سياسة الضم للأراضي الفلسطينية بخلق واقع جديد قبل أي مفاوضات مستقبلية. وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن الأردن يدرك مخاطر اقتحامات الاحتلال للضفة، لذلك بذل جلالة الملك عبدالله الثاني، جهودا مضنية خلال زيارته لواشنطن، لثني الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن طرحه الرامي لتهجير الغزيين لمصر والأردن، ورفض جلالته طرح ترامب، وقدم مقاربة لخطة عربية، لإعادة إعمار القطاع من دون تهجير الفلسطينيين منها. وأعلن ترامب أول من أمس، تراجعه عن تهجير الفلسطينيين من القطاع، موضحا بأنه سيكتفي بما قدمه كمقترح، معربا عن دهشته من رفض مصر والأردن لطرحه التهجيري، برغم مساعدات أميركا المالية للبلدين. تنفيذ سياسة الضم لأراض بالضفة وفي هذا الإطار، يقول نائب عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية بالجامعة الأردنية د. أيمن صالح البراسنة، إن الاحتلال نفذ أكبر عملية تفجير لمناطق سكنية في الضفة منذ العام 2002، ليأتي تصعيده الأخير بشن عمليات عدوانية في شمال الضفة (مخيمات جنين وطولكرم وطوباس) وغيرها من المناطق، في إطار خطط لتنفيذ سياسة الضم للأراضي الفلسطينية. وأضاف البراسنة، "الهجمة على الضفة، هي من ضمن خطة طويلة الأمد للاحتلال، تهدف للقضاء على مقاومتها التي تهدده، ومحاولة انتزاع مكاسب سياسية في إطار مفاوضاته مع الولايات المتحدة والسعودية، بمعنى آخر، هناك إستراتيجية للاحتلال، تهدف لخلق واقع جديد في الضفة قبل أي مفاوضات مستقبلية، تتضمن تهجيرا ممنهجا لتقليل عدد الفلسطينيين أصحاب الأرض". نتنياهو يريد تحقيق مكاسب انتخابية وأضاف "يحاول رئيس الوزراء الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو بحملته العدوانية على الضفة، تعويض وزير ماليته الصهيوني المتطرف سموتريتش، والتخفف من ضغوطه عليه، بتوقف حربه العدوانية على غزة، بتكثيف عدوانيته بالضفة، وتحقيق مكاسب انتخابية داخلية، مستغلًا الأوضاع الأمنية، كذريعة لتقديم نفسه كقائد قوي أمام اليمين الصهيوني المتطرف. واستكمل البراسنة، إن اقتحام المتطرف نتنياهو لمخيم طولكرم، وكذلك فعل وزير دفاعه المتطرف يسرائيل كاتس، مجرد استعراض لحكومة اليمين أمام جمهور الاحتلال، يريد منه تحقيق مكاسب انتخابية، ناهيك عن أنه يريد تصفية الوجود الفلسطيني برمته، وتكرار نكبة 1948 على نحو أكبر، عن طريق فرض نزوح قسري عليهم وتهجيرهم، بمعنى آخر، يريد الاحتلال الصهيوني الانتقال في صراعه مع الفلسطينيين من مرحلة الفصل العنصري إلى التطهير العرقي، إذ يمتلك خطة للقضاء على المخيمات في الضفة، كونها معقلا للمقاومة الفلسطينية، والهدف النهائي من اقتحام المخيمات، هو القضاء على حق عودة اللاجئين، إذ ما تزال المخيمات شاهدة على النكبة ورمزا لعودة اللاجئين. تعزيز الوجود العسكري تمهيدا لاحتلال الضفة وأتم البراسنة، إن تعزيز الاحتلال قواته في الضفة، يشي بأنه يريد احتلالا جديدا لها، بتعزيز وجوده العسكري هناك، للتذكير بمرحلة ما قبل اتفاق أوسلو، للقضاء على أي بنية نضالية فلسطينية، إذ بات جليا بأن عملياته، تهدف لتوسيع المشروع الاستيطاني في الضفة، عبر ضم الكتل الاستيطانية التي تحظى بإجماع في داخل كيانه، وذلك في القدس وشمالي الضفة، وتمهيد الأرضية للضم ميدانيا. وأضاف، "الاحتلالات في الضفة، هي مخطط احتلالي سابق لمعركة طوفان الأقصى، أي أنها ليست آنية، وبل تؤسس لمرحلة مقبلة، يراها الكيان ضرورية في ت