عمان – أفرجت حركة المقاومة الإسلامية- حماس عن 6 أسرى من قوات الاحتلال الصهيوني أول من أمس، كجزء من صفقة تبادل الأسرى معهم، لكن العملية الأخيرة التي جرت في منطقة النصيرات بغزة، تخللّتها لقطة استثنائية غير مسبوقة خلال مراسم التسليم.
"قبلة توف".. تزلزل الكيان
وتمثلت اللقطة، بقيام الأسير الصهيوني عومير توف (22 عاما)، بتقبيل رأس مقاتل فلسطيني، ما أثار ردود فعل زلزالية في الكيان، وفق خبراء، أشاروا إلى أنها لم تكن مجرد تعبير عن شكر أو امتنان من الأسير على حسن معاملته، حسب، بل ورمزا لواقع عاشه أسرى الاحتلال في غزة، وما أولته لهم المقاومة من حماية.
وأثارت هذه اللقطة تفاعلا في وسائل إعلام الاحتلال ووسائل إعلام أخرى، ووسائط تواصل اجتماعي مع هذه اللحظة التي أثّرت على الرأي العام في الكيان، بخاصة وأن بعضهم رأى فيها تعبيرًا عن الأمل في السلام، بينما رأى آخرون فيها دلالة على التوتر المستمر بين الجانبين.
رسائل المقاومة الإنسانية
حتى مع أعدائها
وفي هذا السياق، قال الخبير الإستراتيجي نضال أبو زيد، إن رسائل المقاومة الفلسطينية في تلك الصور ولقطات تسليم الدفعة السابعة من أسرى الاحتلال، تؤكد تفوّقها في معركة الصورة والإعلام، فمشهد تقبيل الأسير توف لرأس مقاوم من عناصر وحدة الظل في حماس، تجسد ما يتحلى به المقاوم الفلسطيني من إنسانية، على غير ما تنطوي عليه صورة القوات الصهيونية من وحشية واجرام، وهذا بدوره، يكشف زيف رواية المحتل بشأن تعامل المقاومة مع أسرى الكيان، ويؤكد رقي روح المقاومة في تعاملها حتى مع اعدائها.
وأكد ابوزيد، أن ثمة محاولات من المحتل، تسعى لتعطيل اتفاق تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، وليس انهياره، اذ يحاول رئيس وزراء الكيان المتطرف بنيامين نتانياهو، تحقيق مكاسب تعزز رصيده السياسي في هذه المرحلة، حتى لو كانت مكاسب غير حقيقية.
هدنة إنسانية لإطالة
أمد التفاوض
وأشار أبو زيد، إلى أن المقاومة وحكومة نتنياهو، يدركان الحاجة للاستمرار في اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن الاحتلال يحاول تحرير أكبر قدر ممكن من أسراه، وبأقل قدر من التنازلات، لكن وسائل إعلامه وغيرها، كشفت عن مناورة سياسية لنتنياهو، يريد منها فرض معادلة جديدة على مفاوضات المرحلة الثانية، تطيل أمد التفاوض مع دخول شهر رمضان، للترويج لهدنة إنسانية خلاله، تكون بين المرحلة الأولى والثانية من المفاوضات.
وأضاف "بذلك يكون نتنياهو قد حقق عدم الانتقال للمرحلة الثانية، وأرضى وزير ماليته المتطرف سموترتش، الذي يدفع باتجاه عدم الانتقال للمرحلة الثانية، وفي الوقت نفسه، اشترى مزيدا من الوقت وإعطاء مجال للجهد الاستخباري للقيام بجمع مزيد من المعلومات التي قد تؤدي للوصول إلى نتيجة ما، تتعلق بمكان الاحتفاظ بالأسرى، لتنفيذ عملية خاصة تحرر جزءا منهم، أو كلهم، ما يمكنه من أن يروج بأنه حقق أهداف الحرب بتحرير الأسرى بالقوة".
الكل مقابل الكل
وأشار أبوزيد، إلى أن السيناريو الثاني الذي يبدو بان حكومة نتنياهو وضعته كأولوية متأخرة في حال فشل السيناريو الاول، يقوم على التفاوض وفق معادلة "الكل مقابل الكل"، أي "كل الأسرى مقابل تطبيق كل شروط الاتفاق دون الدخول في المرحلة الثانية"، التي تحمل بنودا قاسية على الاحتلال، أبرزها وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قواته من القطاع، وهذا يرفضه اليمين الصهيوني المتطرف، وتطبيقه قد يؤدي لتفكيك حكومة نتنياهو.
من جهته، قال المحلل السياسي والخبير بالشأن الفلسطيني، جهاد حرب، إن نتنياهو لا يأبه كثيرا لحياة الأسرى الصهاينة، او للوصول لاتفاق، بل يريد الاستمرار بالحرب، وهذه ستكون تكلفتها مرتفعة، بخاصة على حياة أ