عمان - حوّل الاحتلال القدس المحتلة لثكنة عسكرية بإجراءات أمنية مشددة لتأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك لإحياء ما يسمى "عيد المساخر" المزعوم، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء "السجود الجماعي" المزعوم داخل ساحته، مما أدى إلى الصدام مع الفلسطينيين الذين احتشدوا للدفاع عن "الأقصى" وحمايته ضد عدوانهم.
وعلى وقع الترحيب الفلسطيني بتصريحات الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" حول عدم "طرد سكان غزة من القطاع"، تحشد الجماعات اليهودية المتطرفة أنصارها من المستوطنين لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بدءاً من يوم أمس وحتى الأحد القادم، للاحتفاء بأعيادهم المزعومة، في إطار مساعيهم للسيطرة على "الأقصى" وبسط السيادة الصهيونية عليه.
واقتحم المستوطنون المتطرفون أمس المسجد الأقصى، تحت حماية قوات الاحتلال، تزامناً مع ما يسمى "عيد المساخر" اليهودي المزعوم، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوساً تلمودية مزعومة، في انتهاكات صارخة ومتكررة لحُرمة المسجد الأقصى، وسط دعوات فلسطينية كثيفة لاحتشاد واسع في المسجد لحمايته وللدفاع عنه.
ويقوم المستوطنون المقتحمون بأداء طقس الانبطاح "السجود الملحمي" في المسجد الأقصى بشكل يومي، كما يواصلون صلواتهم الجماعية العلنية.
وتزامنًا مع اقتحامات المستوطنين، تفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى، وتشدد من إجراءاتها الأمنية على أبوابه، فيما تواصل سياسة إبعاد المرابطين والمرابطات والشخصيات البارزة بالقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 عن المسجد الأقصى، بهدف تفريغه.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية لشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل، وإعماره بالصلوات والاعتكاف فيه، حيث أكدت الدعوات ضرورة تكثيف الحشد والرباط في الأقصى طيلة أيام شهر رمضان، لإفشال أي مخططات تهويدية من قبل سلطات الاحتلال والجماعات الاستيطانية.
في حين يواصل الاحتلال قضّم المزيد من أراضي الضفة الغربية؛ حيث أصدر قراراً أمس بالاستيلاء على ما يقارب ثلاثة دونمات من أراضي قرية حارس غرب سلفيت، لأغراض عسكرية.
وأفاد رئيس مجلس قروي حارس الشيخ عمر سمارة، بأن ما يُسمى قائد جيش الاحتلال أصدر أمرا عسكريا يقضي بالاستيلاء على تلك الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن الأراضي المستهدفة تقع بالقرب من الشارع الرئيسي في المنطقة الغربية من القرية، وتعود ملكيتها للفلسطينيين.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال منحت أصحاب الأراضي المتضررة مهلة لا تتجاوز 24 ساعة للاعتراض على القرار، مؤكداً أن هذه الفترة غير كافية، وتأتي في إطار محاولات الاحتلال لفرض الأمر الواقع على الأرض.
ودعا سمارة المؤسسات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف هذا القرار الذي يهدد بمصادرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمملوكة لأهالي القرية.
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال خروقاته في قطاع غزة، بينما رحبت حركة "حماس" بتصريحات "ترامب" حول عدم طرد أي شخص من قطاع غزة، معتبرة أنها تراجعاً مرحباً به عن فكرة تهجير أهالي القطاع.
وقال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن حركته تدعو إلى استكمال هذا الموقف بإلزام الاحتلال الصهيوني بتطبيق كامل اتفاق وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية ضمان حقوق الفلسطينيين في هذا السياق.
ودعا قاسم، في تصريح له أمس، الرئيس "ترامب" إلى عدم الانسجام مع رؤية اليمين الصهيوني المتطرف، معتبرًا أن تلك الرؤية تضر بمصالح الشعب الفلسطيني.
وفي وقتٍ سابق، قال الرئيس "ترامب"، إنه "لا يمكن لأحد طرد سكان قطاع غزة أو إجبارهم على المغادرة"، مؤكدًا أنه "يعمل على إيجاد حل