جرش – تشهد صناعة السياحة في جرش تحولا ملحوظا مع تزايد الإقبال على استخدام المنازل كفنادق سياحية، والتي تجاوز عددها 400 نزل.
ففي خطوة لافتة، قام المئات من المزارعين في مختلف القرى والأرياف بتحويل مزارعهم الخاصة إلى نزل سياحية وبيوت ضيافة في ظل الإقبال المتزايد على هذا المنتج السياحي الجديد الذي يستهدف شريحة عريضة من الزوار، لا سيما وأن هذه المنازل مجهزة لاستقبال الزوار في كافة الفصول وبمساحات كبيرة، فضلا عن جهوزيتها الكاملة لإقامة مناسبات مثل الأعراس وحفلات الخطوبة والتخرج وأعياد الميلاد.
هذا المنتج الجديد بات يشكل ركيزة اقتصادية مهمة لأهالي المحافظة، فالإقبال المتزايد على زيارة المناطق الطبيعية مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الربيع دفع مئات المواطنين إلى تحويل مزارعهم وبيوتهم إلى نزل سياحية لزيادة مدة إقامة الزوار من خلال توفير كافة الخدمات اللازمة وتعزيز السياحة البيئية وسياحة المسارات والمغامرات.
ويرى عدد من أصحاب النزل السياحية أن التشجيع والدعم المباشر من بلدية جرش الكبرى، التي بدأت بإجراءات ترخيص هذه المنازل كمنشآت سياحية، سيعزز من مكانتها على خريطة السياحة في المحافظة، مضيفين أن هذه المشاريع الاستثمارية ستوفر مئات فرص العمل لأبناء المحافظة، فضلا عن كونها مصدر رزق ثابت لأصحابها.
ويبين عاملون أن السياحة المنزلية تقدم للزوار تجربة إقامة فريدة ومختلفة عن الفنادق التقليدية، إذ توفر المنازل مساحات أوسع ومرافق مجهزة بالكامل، مما يمنح المسافرين شعورا بالراحة والخصوصية، مشيرين إلى أن تكاليف الإقامة غالبا ما تكون أقل من الفنادق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعائلات والمجموعات الكبيرة.
ويرى ناشطون أن هذا المنتج السياحي الجديد يوفر خيارات كثيرة تتناسب مع مختلف أذواق الزوار أو ميزانياتهم، فهناك منازل صغيرة وأخرى كبيرة وفاخرة، مما يزيد من استقطاب عدد أكبر من الزوار والسياح، لافتين إلى أن نجاح السياحة المنزلية سينعكس إيجابا على الأوضاع الاقتصادية في المحافظة من خلال توفير دخل لأصحاب المنازل وخلق فرص عمل للشباب العاطلين.
ويؤكد ثائر الزعبي أن المزارع المنتشرة في محافظة جرش باتت تشكل قبلة للسياحة المحلية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والأجواء الربيعية، مبينا أن نسبة الحجوزات خلال شهر رمضان لإقامة موائد إفطار وحتى عطلة العيد وصلت إلى 100 %.
ويبين أن المزارع السياحية أو ما يُعرف بـ"بيوت الضيافة" تعد من أفضل الخيارات للباحثين عن الخصوصية والأجواء الجميلة والطبيعة الخلابة والمساحات الوافرة، إلى جانب مستوى الخدمة والكلفة المناسبة. لافتا إلى أن دخول شهر رمضان واعتدال الأجواء قد انعش الحركة السياحية لهذه المزارع بعد أن عانت من فترة ركود طويلة خلال فصل الشتاء والظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها المنطقة.
ويوضح الزعبي أنهم يبذلون أقصى جهودهم للاستفادة من نشاط الحركة السياحية حاليا وفي عطلة العيد، وجهزوا مزارعهم بكل ما تحتاجه، إلى جانب تنظيفها وتعشيبها، بالإضافة لتكثيف الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلان عن تخفيض أسعار التأجير لها، ما ساهم في رفع نسبة الحجوزات خلال عطلة العيد إلى ما يقارب 100 %. موضحا أن ترخيص هذه المنشآت من قبل البلدية يعزز هذا المنتج السياحي ويدعمه ويسهم في تطويره.
وتعد محافظة جرش بما تمتلكه من موقع فريد بين الغابات والمحميات الطبيعية، قبلة سياحية مهمة للباحثين عن الراحة والتنعم بالمناظر الطبيعية والأجواء الخلابة، ما دفع أصحاب المزارع إلى تجهيز المنازل الريفية للتواءم مع متطلبات الزوار والسياح.
ويقول صاحب أحد المزارع السياحية، محمو