عمان- في تحول لافت، سجلت الصادرات الأردنية للعراق أعلى مستوى على الإطلاق خلال العام الماضي، حين بلغت قيمتها 905 ملايين دينار مقابل 635 مليونا في العام الذي سبقه، بحسب رصد أجرته "الغد" لأرقام التجارة الخارجية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة. وشهدت الصادرات الأردنية إلى العراق خلال العام الماضي ارتفاعا وصلت نسبته إلى 42.5 % مقارنة بالعام الذي سبقه. وعلى مستوى حصة السوق العراقي من إجمالي الصادرات الوطنية إلى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي بلغت قيمتها العام الماضي 3.564 مليار دينار، فقد شكلت 25 % مقارنة مع 20.6 % العام قبل الماضي، بينما استحوذت على 11 % من إجمالي الصادرات الوطنية والتي بلغت قيمتها 8.579 مليار دينار، مقارنة مع 7.7 % العام قبل الماضي. وقال مسؤول ملف التصدير إلى العراق في غرفة صناعة الأردن م.إيهاب قادري: "القفزات التي حققتها الصادرات الوطنية إلى العراق تعود لجملة من الأسباب، في مقدمتها ارتفاع صادرات مجموعة من السلع؛ وأبرزها منتجات الأسمدة ومنتجات الأدوية، ومنتجات المنظفات والصابون، والأسلاك والموصلات إضافة إلى العديد من منتجات الصناعات البلاستيكية والصناعات الغذائية وغيرها". وبين قادري أن النمو جاء أيضا نتيجة للجهود المبذولة في سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين ومن قبل مكونات القطاع الخاص، والتي بدأت تؤتي ثمارها وخاصة ما تم العمل عليها خلال العامين السابقين والتي جاءت في إطار تعميق الترابط بين رجال الأعمال في كلا البلدين، وما نجح به القطاع بتنظيم معرض متخصص للصناعات الأردنية وبمشاركة أكبر وفد صناعي أكبر وفد صناعي خارجي، وما تبعها من منتديات مشتركة داخل البلدين الشقيقين. وأشار إلى أهمية التفاهمات التي تم التوصل إليها مع النظراء في العراق وفي مقدمتها إقامة معرض دائم وإنشاء غرف مشتركة وغيرها، بالإضافة إلى المشاركة الأردنية الواسعة ضمن معرض بغداد الدولي مطلع العام الحالي، والذي جاء استكمالا لتلك الجهود وما يمثله من فرصة حقيقية هدفت إلى عرض جودة وتنوع المنتجات الأردنية أمام المستهلكين والتجار العراقيين، وتعزيز حضورها في هذا السوق الواعد والمهم. وأوضح قادري أن غرفة صناعة الأردن تواصل عملها الدؤوب في تعزيز الصادرات الوطنية إلى السوق العراقي، وهو ما يتماشى مع الجهود الرسمية في توسيع نطاق علاقاتها التجارية مع العراق. جهود مكثفة لتعزيز العلاقات التجارية وأوضح أن الغرفة وضعت في مقدمة أولوياتها تعزيز تواجد المنتجات الوطنية في السوق العراقي، مبينا أن هذه الجهود لم تقتصر فقط على التعاون مع الجهات الحكومية، بل امتدت أيضا لتشمل القطاع الخاص، مما أسهم في إزالة العديد من المعيقات التي كانت تحد من وصول المنتجات الأردنية إلى هذا السوق الحيوي. وأوضح المهندس قادري أن الغرفة لم تكتف بإقامة المعارض، بل سارعت إلى تنظيم منتدى أعمال أردني عراقي في بداية العام الحالي على هامش مشاركة الأردن في معرض بغداد الدولي بالتعاون مع شركة بيت التصدير، بهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين من خلال تفعيل شراكات بين رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم العراقيين، مبينا أن المنتدى شهد مشاركة واسعة من الشركات الأردنية في القطاعات الصناعية المختلفة مما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين. أهمية السوق العراقي للصادرات الأردنية وأكد قادري أن السوق العراقي يعد سوقا إستراتيجيا مهما للصادرات الأردنية، إذ كان يشكل حوالي 20 % من إجمالي الصادرات الوطنية الأردنية قبل العام 2015، وعلى الرغم من أن التبادل التجاري بين البلدين لم يعد إلى مستوياته السابقة، إلا أن هناك تطورا مستمرا في