عمان - ما تزال قيود الاحتلال تمنع آلاف المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، في شهر رمضان الفضيل، بينما يتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية، مما يؤدي لمزيد من الصدام والمواجهات مع الفلسطينيين، وهدم منازلهم وطردهم منها ومصادرة أراضيهم والاستيلاء أو تخريب ممتلكاتهم، في إطار مخطط "التهويد والضم". وعلى وقع تواصل الجهود الدبلوماسية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن عنف جموع المستوطنين المتطرفين يزداد خطورة في الضفة الغربية، على غرار ما حدث أمس بتهجير عائلتين فلسطينيتين من منزليهما في منطقة نابلس، بينهما رضيع وطفل صغير، بعد أن أشعل المستعمرون النار في منزليهما. وما تزال القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال تمنع آلاف المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، للجمعة الثانية من شهر رمضان الفضيل، بينما تزداد اقتحامات المستوطنين للأقصى بكثافة تحت دعاوى إحياء أعيادهم المزعومة. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأنه وثق على مدار العامين الماضيين، تهجير أكثر من ألفي فلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية، بسبب تصاعد عنف المستوطنين والقيود المفروضة على التنقل والوصول. وأوضح المكتب أن قوات الاحتلال داهمت، الأسبوع الماضي، ما لا يقل عن 10 مساجد في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك شرقي القدس المحتلة. ويصحب ذلك زيادة حادة في هدم المباني والمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية خلال الأسبوع والنصف الماضيين، حيث تجاوز عدد المباني التي هُدمت خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان هذا العام، إجمالي عدد المباني التي هُدمت طوال رمضان في عام 2024، وفق "أوتشا". وتتصاعد جرائم الاحتلال ومستوطنيه في مدن الضفة الغربية منذ 21 كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث وسع جيش الاحتلال عدوانه العسكري الذي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 63 شهيدا، ونزوح عشرات الآلاف، ودماراً واسعاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وقد شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أمس، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال ومستوطنيه، وأسفرت عن إصابات واعتقالات وعمليات نزوح، بالإضافة إلى هدم منازل ومواجهات مع الفلسطينيين. وفي شمال الضفة الغربية، دخل عدوان الاحتلال أسبوعه الثامن، ضد مدينة طولكرم ومخيمها ومخيم "نور شمس"، وسط تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، مما أدى إلى استشهاد 13 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، مع نزوح قسري لأكثر من 12 ألف فلسطيني من مخيم "نور شمس"، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه مدينة طولكرم ومخيميها، مروراً بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل الفلسطينيين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها وتحولها لثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة تنقل الأهالي. فيما أدى عدوان الاحتلال ضد مدينة جنين ومخيمها، إلى استشهاد 36 فلسطينيا، وإصابة العشرات، ونزوح آلاف الفلسطينيين، وسط دمار غير مسبوق شمل هدماً وحرقًا للمنازل. وهجّر الاحتلال حتى اليوم قرابة 20 ألف نازح، يشكلون 90% من سكان مخيم جنين، الذين توزّعوا على نحو 39 بلدة وهيئة محلية، بالإضافة إلى تضرر 512 منزلاً ومنشأة بشكل كامل أو جزئي فيه، وفق "اللجنة الإعلامية لمخيم جنين". وحذّرت الأمم المتحدة وشركاؤها من تزايد انعدام الأمن الغذائي، حيث يحدّ عدوان الاحتلال، والنزوح، والقي