عمان- عادت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى نقطة حرجة، بعد الرفض الأميركي لمقترح حركة حماس والتلويح بالتصعيد عند الإحالة إلى هجمات واشنطن ضد الحوثيين، مقابل التمسك بشروط الاحتلال للتمديد وسط التهديد بعدوان واسع يشمل غزة والضفة الغربية معاً. وقد جاء توّعد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالتصعيد العسكري، رغم تفاعل حماس الإيجابي مع المقترح وإعلانها، يوم الخميس الماضي، موافقتها على مقترح للوسطاء بالإفراج عن جندي صهيوني- أميركي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي خرقته حكومة الاحتلال. ويُلاحظ أن المقترح الأميركي الذي تم تقديمه مؤخراً يتعارض مع جوهر اتفاق وقف إطلاق النار، كما يتماشى مع رغبة الاحتلال في تمديد المرحلة الأولى للاتفاق رغم انتهائها، بدلا من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه في الأصل. وتزامن ذلك مع تصريح مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي دعا فيه حماس لأن تكون أكثر عقلانية وتشاهد ما فعلته الضربات الأميركية بالحوثيين، على حسب قوله، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية الأخيرة للأراضي اليمنية والتي أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى. واعتبر ويتكوف، في تصريح له أمس، أن المقترح الذي قدمته حماس بشأن وقف إطلاق النار لا يصلح أن يكون منطلقًا للتفاوض، وهو الإفراج عن أسير إسرائيلي أميركي وإعادة جثث 4 آخرين مزدوجي الجنسية. وأضاف إن الجواب الذي وصل من حماس بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة غير مقبول على الإطلاق، مشيراً إلى أن المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار بغزة يتضمن إطلاق سراح 5 أسرى أحياء، بينهم مواطن أميركي، كما يتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. وأضاف إن هناك فرصة أمام حماس، لكنها تتلاشى بسرعة، مشددًا على ضرورة أن تكون الحركة أكثر عقلانية مما كانت عليه في تعاملها مع المفاوضات، وفق قوله. وقد ردت حركة حماس على تصريحات ويتكوف، إذ قال المتحدث باسمها حازم قاسم، إن الأمر المطلوب هو الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، التي تنصل منها نتنياهو، وليس وضع اتفاقات جديدة وجانبية. وأضاف قاسم، في تصريح له أمس، إن تطبيق الاتفاق بمراحله المختلفة يضمن الأهداف، أما لغة التهديد فلا تنتج شيئاً إيجابياً، بل تعمل على تعقيد الأمور، ولا تخدم تحقيق أهداف الاتفاق. وأوضح بأن المسار السليم لتحقيق أهداف الاتفاق بالهدوء المستدام وإطلاق الأسرى يكمن بالأساس في تطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقاً والتوقيع عليه من كل الأطراف. وأشار قاسم إلى أن الإدارة الأميركية طرحت إطاراً للاتفاق (الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025) وتحرك الوسطاء، بمن فيهم ويتكوف، لإنجازه، حيث يضمن الاتفاق عملية متسلسلة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والقتلى وصولا إلى تحقيق الهدوء المستدام. وفي وقت سابق، قدم ويتكوف، ومدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إريك تريغر، في الدوحة، مقترح تضييق الفجوات لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بحسب ما ذكر بيان للبيت الأبيض. وأوضح أن المقترح من شأنه إتاحة الوقت للتفاوض على إطار وقف دائم لإطلاق النار، إذ بموجبه ستفرج حماس عن الأسرى الأحياء مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقا لصيغ سابقة؛ كما سيتم تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لتمكين استئناف تقديم المساعدات الإنسانية بشكل كبير؛ وستعمل الولايات المتحدة خلال فترة تمديد وقف إطلاق النار على التوصل إلى حل