العقبة- رغم أن التسول على الإشارات الضوئية ينطوي على مخاطر جمة بوقوع حوادث دهس، إلا أن محافظة العقبة شهدت تزايداً في انتشار ممتهني التسول من الأطفال والنساء، عند تلك الإشارات، بالإضافة إلى الأسواق والمساجد، حيث يستغل ممتهنو التسول، وغالبيتهم نساء وأطفال، أجواء التراحم والعطف التي تسود شهر رمضان المبارك لكسب المال.
وتبذل الجهات المختصة جهودا حثيثة لمواجهة ذلك، إلا أن هذه الظاهرة تشهد تزايداً لافتاً خلال ساعات المساء مع خروج الناس إلى الأسواق والمقاهي، إذ استطاع عدد كبير منهم البقاء رغم الحملات المتكررة لقدرتهم الفائقة على التواري عن الأنظار وبشكل منظم.
ويؤكد مواطنون أنه يوجد أطفال على جميع الإشارات الضوئية وفي الأسواق التي تشهد حركة نشطة يقومون باستعطاف السائقين والأهالي لأخذ مبلغ من المال، مضيفين أن ما يقلقهم هو أن بعض هؤلاء الأطفال يلتصقون بنوافذ المركبات ويلحون بالطلب بشكل مزعج.
ويوضح آخرون أن ظاهرة التسول باتت تشكل قلقا وإزعاجا كبيرا للأهالي والسياح وزوار المحافظة على حد سواء، لافتين إلى أن المتسولين يقومون بحيل مختلفة لاستدرار عطف الأهالي والزوار كالطلب بحجة أنهم أيتام ويحتاجون لجمع ثمن الإفطار، ويثيرون الشفقة مثلاً في تجميع مبلغ مالي لإفطار الأيتام أو لشراء حليب للطفل، ووصلت ظاهرة التسول إلى المساجد وحتى المنازل والأسواق التجارية، حيث يقوم المتسولون باستقبال أي شخص آخر كان خارجاً من البنك أو السوق التجاري وغيره من الأماكن الأخرى لطلب مبلغ مادي منه.
محاولة إثارة الشفقة
لدى الآخرين
يقول المواطن جلال محمد "إن هذه الفئة اعتادت على التكسب من التسول كمهنة، إلا أن الأوضاع زادت سوءاً خلال شهر رمضان لعلمهم أن الإنسان يميل بطبعه في رمضان إلى زيادة أعمال الخير والتصدق"، موضحاً "أن غالبية المتسولين، خصوصاً الأطفال يحاولون إثارة الشفقة لدى الآخرين لمساعدتهم باستغلال المشاعر الدينية للمارة، لا سيما بالقرب من المساجد والأسواق وخلال ساعات ما قبل الإفطار".
ويضيف محمد "إلى جانب ذلك يوجد عدد من النساء اللواتي يحتضن أطفالاً في سن الرضاعة، ويتوسلن المال بحجة إنفاقه على حاجات الطفل كشراء الحليب أو الطعام"، مؤكداً أن هذه الظاهرة تعد "جريمة كبيرة" بحق أطفال المدينة، خصوصاً أن منهم من يتم استغلالهم لهذه الغاية.
أما المواطن جلال، فيشير من جهته، إلى "أن هؤلاء الأطفال في غالبهم قصّر، يصلون الليل بالنهار على الإشارات الضوئية صيفاً وشتاءً يستجدون سائقي المركبات بحجة بيعهم بعض السلع أو لتنظيف زجاج السيارات مقابل مبالغ زهيدة، وغالباً ما يغلّفون التسول بقناع العمل".
وأكد جلال "أن تلك الظاهرة أصبحت مزعجة على الإشارات الضوئية فيما لا تبذل الجهات المختصة أي تحرك لمعالجة الظاهرة".
كما يطالب المواطنون بـ"ضرورة تحرك وزارة التنمية الاجتماعية لحماية هؤلاء الأطفال وأسرهم الذين تدفعهم الحاجة إلى التسول في الشوارع، وأن عليها أيضاً أن تحمي هذه الفئة والمجتمع عموماً من أخطار من يتاجرون بالطفولة ويستغلون أطفالاً محرومين لا حامي لهم ولا مرشد، لا سيما أن عدد الأطفال المتسولين في العقبة آخذ في الازدياد نتيجة غياب الرقابة".
ووفق المواطن فاضل كريشان، فإن "استمرار ظاهرة التسول في العقبة يعكس صورة غير حضارية، ويجب الضرب بيد من حديد للقضاء على هذه الظاهرة السلبية، خصوصا أن هناك جهات خيرية كثيرة في العقبة تقوم بدورها على أكمل وجه مع من تنطبق عليهم اشتراطات المساعدات".
تشديد العقوبات وزيادة التوعية
كما يؤكد المواطن أحمد الوحش أنه "يسعى دائماً إلى إبعاد الأطفال عن الإشارات الضوئية، ويقدم لهم النصح