جرش- أثار قرار مديرية زراعة جرش بإغلاق مشتل جملا الزراعي، الذي يتجاوز عمره 72 عاما، استياء سكان بلواء المعراض، لا سيما أن المشتل يحوي أمهات الأشجار النادرة والمعمرة، ويعد من أوائل المشاريع الزراعية الاستثمارية في اللواء، فيما يوفر أيضا عشرات فرص العمل السنوية لأبناء المنطقة. ويؤكد عدد من الأهالي "أن المشتل يعد مقصدا سياحيا وزراعيا حيويا، فضلا عن دوره في الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة التي يتوسطها الغابات والمحميات الطبيعية والمواقع السياحية"، مؤكدين على "أن قرار إغلاق المشتل يعد قرارا مجحفا بحق سكان اللواء، خصوصا أنه معلم زراعي كبير ومهم وذو إرث وتاريخ يمتد لسنوات طويلة". ورغم المناشدات والمطالبات بالإبقاء على المشتل، إلا أن الجهات المختصة أصرت على إغلاقه وإيقافه عن العمل ونقل الأشتال الموجودة فيه إلى مشاتل فيصل الزراعية، علما أن مشتل جملا الزراعي يتميز بإنتاج العديد من الأصناف الفريدة والنادرة كأشجار القيقب والأرز والسرو الإيطالي وأشتال الزينة، إذ إن بيئة المشتل من أنسب البيئات لنمو وتكاثر هذه الأشجار. "كان الأولى تطوير المشتل وتوسعته" يقول المواطن مصطفى المرازيق "لم تدم فرحتنا بتحويل منطقة المعراض إلى لواء، إذ توقعنا أن يسهم قرار ترفيع المنطقة إلى لواء بالنهوض بواقع الخدمات المقدمة للمواطنين وإقامة المشاريع التنموية والخدمية اللازمة لإنعاش المنطقة اقتصاديا، إلا أن ما يجري على أرض الواقع أمر مغاير تماما فقد جرى إغلاق العديد من المشاريع الحيوية في اللواء كإغلاق مكتب أحوال وجوازات بلدية المعراض، وتلاه مباشرة إغلاق مشتل جملا الزراعي، الذي يعد معلما حيويا وزراعيا مشهورا على مستوى المملكة". ويضيف المرازيق "كان الأولى بالجهات المختصة العمل على تطوير المشتل وتحديثه وتوسعته والحفاظ على ديمومته للحفاظ على هذا الإرث وضمان استمرارية مصدر رزق العشرات من أبناء المنطقة، لا أن تغلقه وتوقف العمل فيه"، مطالبا بـ"ضرورة الحفاظ على المشاريع المتبقية في اللواء، لا سيما أنها محدودة وهي عبارة عن مشاريع بسيطة ولا تتجاوز مصنعا للمربيات ومحال تجارية صغيرة ضمن مشاريع تمكين المرأة وتمكين الأسر ذات الدخل المحدود، وهي بالكاد تغطي أبسط مصاريفها ولا توفر سوى فرص عمل محدودة مقارنة بالمشاريع الكبرى". أما المواطن والناشط غسان العياصرة، فيؤكد من جهته "أن مشتل جملا يضم أمهات الأشجار المعمرة والنادرة على مستوى المملكة وهو مقصد للمزارعين والمواطنين من مختلف المحافظات وهو من معالم لواء المعراض منذ عشرات السنين، ووجوده في المعراض يتناسب مع طبيعة المنطقة السياحية والزراعية والسياحية، لا سيما أن اللواء ممر سياحي لمحميات وغابات ومشاريع سياحية كبرى في جرش، وإغلاق المشتل ينعكس سلبا على الطبيعة الجغرافية والسياحية للواء". "المشتل يوفر عشرات فرص العمل سنويا" ويستغرب العياصرة حاله كحال العديد من أهالي لواء المعراض "توجه الجهات الحكومية بالبدء بإغلاق مشاريع حيوية ومهمة في اللواء، وقد تم إغلاق المشتل من بداية هذا الشهر وإغلاق مكتب أحوال وجوازات المعراض، رغم الحاجة الماسة لهذه المشاريع كون المشتل كان يوفر عشرات من فرص العمل سنويا لأبناء اللواء وموقعه قريب من القرى والبلدات ولا يتكلف العاملون فيه أجور نقل، وساعات العمل فيه مناسبة". ويضيف، "عدا عن جمالية موقع المشتل ودوره في الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في المنطقة وضرورة توسيع المشتل وتطويره وزيادة إنتاجية من الأشتال على غرار ما يتم إنتاجه في مشتل فيصل، إلا أنه قد تم إغلاق المشتل وإيقاف العمل فيه نهائيا، ليتحول الموقع، الذي تبلغ مساحته 2