عمان – فيما تتخذ وزارة التربية والتعليم إجراءات وقائية وعلاجية للحد من غياب طلبة المدارس، يرى خبراء في التربية، أن إجراءات الوزارة، خطواة عملية، إذا ما طبقت من المعنيين، وجرى متابعتها فسيكون لذلك أكبر الأثر على التزام الطلبة بدوامهم المدرسي والحد من ظاهر غيابهم.
تحسين المستوى الأكاديمي
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، أن انتظام الطلبة بدوامهم المدرسي، يسهم بتحسين مستواهم الأكاديمي، مبينين أن دور المدرسة لا يقتصر فقط على الفائدة الأكاديمية، بل ويشمل نواحي متعددة، منها تدريب الطلبة على التعاون والتشاركية، وتكوين الشخصية، والقيادة، والعمل الجماعي، وتشكيل هُوية الطالب.
وأوضحوا، أن الغياب المدرسي، ظاهرة يجب معالجتها من جذروها، وأن تتكاتف المؤسسات الرسمية والخاصة، للعمل على مزيد من الإجراءات المتعلقة بالإطار الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي، وتعزيز المشاركة الأسرية والمجتمعية في العملية التعليمية، لدعم التعليم والأسر التي تحتاج لدعم مادي لضمان زيادة دافعية أبنائها على الدوام المدرسي، ولمنعهم من الغياب، وتطوير أدوات وسائل التعلم بطرق أكثر حداثة، وتوفير بيئة تعليمية مشجعة ومحفزة، تلبي احتياجات الطلبة وزيادة فاعلية مجالس أولياء الأمور والمجالس التربوية بإحداث وعي مجتمعي بأهمية الانتظام بالدوام المدرسي.
حد جديد لعدد أيام غياب الطلبة
مدير إدارة التعليم بوزارة التربية والتعليم، أحمد المساعفة، قال في تصريح لـ”الغد” إن الوزارة تتخد إجراءات وقائية وعلاجية للحد من غياب الطلبة، تمثلت بتطبيق حد جديد لعدد أيام غياب الطلبة بدءا من العام الحالي، لتبلغ 10 % بدلا من 20 % المعمول بها سابقا، ومتابعة غيابات الطلبة تجري يوميا من مربي الصفوف.
فضلا عن تسجل الغياب يوميا من مديري المدارس والمعلمين ألكترونيا، وتُرفع هذه البيانات لمركز الوزارة لمتابعتها، بالإضافة لدور الإرشاد التربوي بعقد محاضرات توعوية، حول أهمية الانضباط المدرسي، والتواصل مع أولياء الأمور من الإدارات المدارس للاستفسار عن سبب غياب الطالب.
التعامل مع غياب الطلبة
مسؤولية مشتركة
وأضاف المساعفة، إن الغياب المتكرر للطلبة عن مدارسهم، يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي، ويعيق تحقيق رؤية ورسالة الوزارة بتنمية شخصية الطالب، مضيفا أن إجراءات الوزارة ساهمت بتقليل نسبة غياب الطلبة، بناء على التغذية الراجعة من التقارير اليومية والزيارات الميدانية للمشرفين التربويين، لافتا إلى أن العملية التعليمية تراكمية، وأي خلل يحدث فيها نتيجة لتغيب الطلبة عن دوامهم المدرسي، سيؤثر سلبا على تحصيلهم الأكاديمي ومستواهم التعليمي.
وأكد أن التعامل مع غياب الطلبة مسؤولية مشتركة، تتطلب تكاتف الجميع، من أولياء الأمور، وكادر تربوي وإداري ومجتمع محلي ووسائل إعلام.
وفي هذا السياق، قال الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، إن الأنظمة التعليمية تواجه تحديا بتقديم التعليم الجيد والمنصف للجميع، في ظل زيادة التحديات والمشكلات التي تواجهها هذه النظم بسبب التغيرات المختلفة، والتي أصبحت تؤثر على عناصر المنظومة التعليمية، وأهمها زيادة ظاهرة الغياب المدرسي، والتي تتعدد أسبابها، ومنها ما هو خاص بالنظام التعليمي نفسه، أو أسباب من خارج النظام التعليمي.
قياس كفاءة النظام
الداخلي التعليمي
وأشار أبو غزلة، إلى أن الغياب المدرسي يؤدي غالبا للتسرب والإعادة والرسوب والانقطاع عن المدرسة، ونسب إكمال المراحل التعليمية بخاصة في المرحلة الأساسية، تحسب باعتبارها مؤشرات أساسية لقياس كفاءة النظام الداخلي التعليمي لأي دولة.
وأضاف أبو غزلة، إن وزارة التربية أدركت خطورة ذلك وأثره على النظام