عمان - عاد الاحتلال لقصف قطاع غزة، أكثر قوة وعنفا هذه المرة، ما أسفر عن سقوط المئات بين شهداء وجرحى، جلهم من الأطفال والنساء.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن عدد شهداء الغارات الجوية حتى مساء أمس، ارتفع لأكثر من 413، في حين سجلت 660 أصابة لفلسطينيين وصلوا المستشفيات مع العديد من الضحايا، يعتقد بأنهم دفنوا تحت الأنقاض.
وأمر جيش الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء شرق غزة، بما في ذلك جزء كبير من مدينة بيت حانون وبلدات أخرى في الجنوب (وهي خربة خزاعة وعبسان الكبيرة وعبسان الجديدة) والتوجه الى وسط القطاع.
وزعم رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو، أنه أمر بشن غارات جوية بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات، لتمديد وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون إن الهجمات كانت مفتوحة ويتوقع بأن تتوسع.
ويقول مسؤولون من الكيان، إن استهداف قيادة حركة المقاومة الاسلامية- حماس التي عادت للظهور في الأسابيع الأخيرة للسيطرة على غزة مرة أخرى، سيؤدي لإطلاق سراح مزيد من الأسرى.
واعتبر محللون أن قصف الاحتلال على القطاع انقلاب على اتفاق وفق إطلاق النار وتخطّ واضح لصفقة إطلاق سراح الأسرى التي التزمت بها حماس.
واعتبروا في تصريحات لـ"الغد"، أن ما قام به الاحتلال، محاولة من المتطرف نتنياهو للهروب من الإطاحة بحكومته، خصوصا بعد الجدل الذي حصل مؤخرا جرّاء قراره إقالته رئيس الشاباك رونين بار.
استئناف للقصف فقط
الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد قال إن ما جرى في غزة خلال الساعات الماضية، استئناف للقصف وليس عودة للعمليات العسكرية البرية التقليدية.
وأضاف "ما نزال نؤكد أن الاحتلال لا يملك ترف الخيارات العسكرية، ولا يستطيع العودة لقتال تقليدي بري كما كان موجودا في غزة منذ 7 أكتوبر 2023".
وأشار إلى أن من أبرز الأسباب التي دفعت المتطرف نتنياهو لشنّ مثل هذه العملية، هو الهروب من مأزق الاصطدام بالشارع بعد قرار إقالة بار، ومحاولة ترميم الائتلاف الحكومي قبل الانتخابات المقررة العام المقبل، بإعادة الوزير المتطرق إيتمار بن غفير للحكومة، أرضاء لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش ومنعه من الاستقالة نتيجة عدم العودة للقتال.
وشدد أبو زيد، على أنه يمكن اعتبار العملية الجوية، بغزة محاولة هرب للأمام وفرض معادلة التفاوض بالقوة، مبينا أن العودة للمسار الدبلوماسي هي الخطوة الأرجح لعدة أسباب، أبرزها رغبة واشنطن بالحل السياسي أقوى من الحل العسكري.
ولفت إلى أن نتنياهو، يدرك خطورة العودة للقتال ويريد مسارا تفاوضيا لكن بمقاساته، كما يعزز ذلك بقاء وفد الاحتلال بالقاهرة.
وتوقع أبو زيد عدم استعجال المقاومة في ردها، اذ سيكون متدرجا، يبدأ بالإعلان عن مقتل أسرى نتيجة القصف الجوي.
الغزيون هم الخاسر الأول
وقال الخبير الأمني والإستراتيجي د. عمر الرداد، "إن الخاسر الأول بعودة الحرب على غزة هو الشعب الفلسطيني في القطاع".
وأضاف الرداد "من الناحية السياسية وبافتراض أن الحرب في القطاع هي بين جيش الاحتلال وحماس، فإن المتطرف نتنياهو هو الرابح مرحليا، إذ سيشكل مزيدا من الضغط على المقاومة التي يبدو أنها لم تعد تملك إلا ورقة الرهائن، وبهذه الحرب يبدو أن اليمين الصهيوني ينجح بإسقاط هذه الورقة، بخاصة بعد أن حولها لقاسم مشترك وشرط لوقف العمليات العسكرية ضد حماس والمقاومة".
وشدد على أن العملية العسكرية الجارية حاليا عبر ضربات جوية موسعة، لن تطول كما تروج حكومة الاحتلال".
وقال "لا أستبعد التوصل لصفقة تبادل جديدة قريبا، يجري فيها تبادل مزيد من الأسرى"، وتابع "أعتقد بأنه في حال مواصلة حماس المفاوضات بوصفها تحكم قطاع غزة، فإن أي طرف لن يستطيع تقديم ضم