بول ر. بيلار* - (رسبونسيبل ستيتكرافت) 7/3/2025
كما كان متوقعاً، لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الكثير ليكسبه من استمرار الحرب.
* * *
يبدو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على وشك الانهيار، لأسباب كانت قابلة للتنبؤ بها عندما تم التوصل إلى الاتفاق أول الأمر في كانون الثاني (يناير).
في أعقاب مرحلة أولى مدتها ستة أسابيع -والتي انتهت للتو- تصوَّر الاتفاق مرحلتين؛ ثانية وثالثة، ينبغي أن تشهدا إطلاق سراح إضافيا للرهائن من الجانبين، وانسحابات عسكرية إسرائيلية من القطاع، وخطة لإعادة الإعمار. لكنّ هذه الأجزاء من الاتفاق كانت مجرد خطوط عريضة أو بيانات لسرد الأهداف، مع الحاجة إلى إجراء مزيد من المفاوضات لحل جميع التفاصيل.
كما تمت الإشارة في هذا المكان، مجلة "فن الحكم المسؤول" Responsible Statecraft، عند الإعلان عن الاتفاق، فإن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسبابا شخصية وسياسية قوية لإبقاء إسرائيل في حالة حرب، بما في ذلك حاجته إلى الحفاظ على ائتلاف مع اليمينيين المتطرفين في حكومته الذين تتمثل سياستهم الخاصة بالتعامل مع غزة في القضاء على جميع الفلسطينيين وإزالتهم من القطاع.
وهكذا، كانت لدى نتنياهو حوافز قوية لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يُمكن المضي قدُمًا في تنفيذه وصولاً إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وقد تواصل هذا التخريب على قدم وساق، فانتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار بشكل متكرر طوال المرحلة الأولى بشن هجمات جوية وبرية تسببت في وقوع إصابات بين الفلسطينيين. ومع عدم التقاط "حماس" الطعم وعدم الانجرار إلى الرد بأعمال عدائية واسعة النطاق، يحاول نتنياهو الآن التخلص من المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق واستبدالهما بشيء يروق أكثر لإسرائيل. وبدلاً من التفاوض على تفاصيل المرحلة الثانية، كما هو مطلوب بموجب الاتفاق، يدفع نتنياهو بصيغة تتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 50 يومًا يكون قد تم بحلول نهايته إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين.
مع عدم وجود بند في اقتراح نتنياهو يقضي بانسحاب عسكري إسرائيلي من غزة أو بوقف دائم للأعمال العدائية، فإن الصيغة ليست بداية صالحة بالنسبة لـ"حماس". إنها تقترح أن تتخلى الحركة عن أوراق المساومة المتبقية لديها مقابل لا شيء في المقابل. وقد وصفت "حماس" اقتراح نتنياهو بأنه "محاولة واضحة للتراجع عن الاتفاق والتهرب من المفاوضات التي ستبحث مرحلته الثانية".
في الأثناء، تتواصل انتهاكات إسرائيلية أخرى لاتفاق كانون الثاني (يناير). في الأسبوع الذي سبق كتابة هذه السطور، أشارت إسرائيل إلى أنها لن تسحب قواتها -كما هو منصوص عليه في الاتفاق- من ممر فيلادلفيا، وهي منطقة تقع على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. وبدأت إسرائيل هذه الأيام في منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ما تزال الحوافز التي تدفع نتنياهو إلى استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة بدلاً من التوصل إلى اتفاق يصل إلى سلام دائم قوية الآن -على الأقل كما كانت في منتصف كانون الثاني (يناير). والعامل الأكبر في هذه المعادلة هو عناية إدارة ترامب بالتفضيلات الإسرائيلية، كما يتضح من وجه نتنياهو المبتسم بعد أن سمع أن الرئيس ترامب يؤيد التطهير العرقي الكامل لقطاع غزة بقدر ما يؤيده المتطرفون في حكومة نتنياهو.
وهؤلاء المتطرفون متحمسون الآن أكثر من أي وقت مضى لاستئناف الهجوم المدمر على سكان قطاع غزة بعد تجويعهم أولاً وقطع إمداداتهم من المياه والكهرباء.
وهكذا، يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا على المدى القريب بالنسبة ل