منذ انطلاق الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة في 8 أكتوبر، تصاعدت حدة الصراع بين إسرائيل وحماس، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وزيادة التوتر في المنطقة. هذا التطور يأتي في سياق معقد يشمل تبادل الهجمات الصاروخية والغارات الجوية أحادية الجانب من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مما يضع المدنيين في خطر متزايد ويثير مخاوف دولية بشأن احتمال توسع الصراع. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر هذه الهجمات إستراتيجية إسرائيل للانسحاب من المسار السياسي والمفاوضات الجارية، حيث تستخدم القوة العسكرية لتحقيق أهدافها السياسية والأمنية، مما يقوض الجهود الدولية لإحلال السلام ويعزز من تجذير النزاع بدلاً من حله. الأحداث الجارية تدفع المجتمع الدولي للتدخل بحثًا عن حلول دبلوماسية للتخفيف من حدة النزاع. في هذا السياق، تبرز عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع، كل منها يعكس تحديات وفرصا مختلفة للأطراف المعنية، ويشير إلى مجموعة من الشروط اللازمة لتحقيق الاستقرار أو تصعيد الأعمال العسكرية. السيناريو الأول الذي يتمثل في هجوم جوي شامل من جانب إسرائيل على غزة للقضاء على القدرات العسكرية لحماس والجماعات المسلحة الأخرى قد يتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية الداخلية في إسرائيل والمواقف الدولية، خاصة الأميركية. مؤخرًا، كما أدت إقالة رئيس الشاباك إلى توترات داخلية ملموسة في إسرائيل، مما قد يؤثر على استقرار القيادة الأمنية ويزيد من الضغوط الداخلية لاتخاذ إجراءات للهروب من المتطلبات الحراك الاسرائيلي الرافض لاستمرار العملية العسكرية ومحاولة تغطية الفشل السياسي الداخل لإشعال الحرب على غزة. إضافة إلى ذلك، تصريحات ترامب التي تحث على «جعل الجحيم في غزة» تسهم في تصعيد الرأي العام وتعزز الدعم الدولي لرد إسرائيلي قوي، خاصة من الجانب الأميركي. هذه العوامل الداخلية والدولية تزيد من احتمالية تنفيذ إسرائيل لهجوم موسع على غزة، حيث تجد الحكومة الإسرائيلية في الرد العسكري وسيلة لاستعادة الثقة في قدرتها الأمنية وصورتها أمام المواطنين والعالم. كل هذا يجعل من السيناريو الأول ذا فرصة أعلى للتحقق في ظل استمرار تصعيد الهجمات الصاروخية وتأثير هذه الديناميكيات السياسية والأمنية. السيناريو الثاني يعكس تجددًا محدودًا للنزاع بين إسرائيل وغزة، حيث تقوم إسرائيل بعمليات استهداف محدودة لمواقع في غزة. هذه العمليات قد تكون إستراتيجية لصرف الانتباه عن الأزمات السياسية الداخلية التي تواجه رئيس الوزراء نتنياهو، بما في ذلك التوترات داخل ائتلافه الحكومي والمخاطر المحتملة لتفكك الحكومة. أيضًا، تأتي هذه العمليات في ظل محاكمات نتنياهو المتعلقة بالفساد الإداري وغيرها من القضايا. شروط تحقق هذا السيناريو تشمل استمرار الأزمات السياسية وزيادة الضغوط على نتنياهو لإظهار قوة وحزم في السياسة الخارجية، مما يؤدي إلى عمليات محدودة لإعادة تأكيد السيطرة والقدرة العسكرية الإسرائيلية. فرص التحقق لهذا السيناريو مرتفعة نسبيًا، نظرًا للحاجة الملحة لنتنياهو وحكومته للتغلب على الانتقادات الداخلية والحفاظ على استقرار الحكومة. هذه الضغوط قد تدفع إلى اتخاذ قرارات عسكرية تهدف إلى تعزيز صورته السياسية داخليًا وخارجيًا. السيناريو الثالث ينطوي على وساطة مصرية- قطرية أو دولية تهدف إلى تحقيق هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل. في هذا السيناريو، تلعب الأطراف الدولية دورًا حاسمًا في تسهيل المفاوضات بين الجانبين، مما قد يؤدي إلى تخفيف الحصار المفروض على غزة مقابل تعهدات من حماس بوقف الأعمال العسكرية ضد إسرائيل. شروط تحقق هذا السيناريو تتطلب ضغوطًا دولية مستمرة ومك